وحلتْ بيوتي في يَفاعٍ مُمَنَّعٍ ... يُخالُ به راعي الحَمُولَةِ طائِرا
تَزلُّ الوُعولُ العُصْمُ عن قذفاتِهِ ... وتُضْحي ذُراهُ في السماءِ كوافِرا
(حِذاراً على أن لا تُصابَ مَقادَتي ... ولا نِسْوَتي حتى يَمُتْنَ حرائرا)
اليفاع: الموضع العالي المشرف، والممنع: الذي يمتنع على من اراده، يريد به جبلا شامخا، والحمولة من الإبل: ما كان يصلح أن يحمل عليه. أراد أن الذي ينظر إلى هذا الجبل يرى الراعي للإبل فوقه كأنه طائر لارتفاعه.
والوعول: جمع وعل، وهو الذي يقال له تيس الجبل، والعصم من الوعول: التي في أيديها بياض، الذكر أعصم والانثى عصماء. والذرا: الأعالي الواحدة ذروة، والكوافر: المتغطية بالسحاب. ويقال: قد كفر بالدرع إذا لبسها، وسمي الليل كافرا لأنه ألبس كل شيء.
أراد أن أعالي هذا الجبل قد تغطت بالسحاب. والمقادة: القود، وأراد: أن لا ينال إذلالي وقهري ولا تستبعد نسائي.
يقول إني أحللت بيوتي في هذا الجبل العالي الممتنع، حذرا من أن أنال بما أكره وتسبى نسائي.
والشاهد: نصب (حذارا) على إنه مفعول له، والعامل فيه حلت.
حذف عامل المفعول المطلق
قال سيبويه في باب ما ينصب فيه المصدر المشبه به على إضمار