يقول: أن كنت لم تحمل صحيفتي إلى الموضع الذي كتبت لك إليه، وسلمت مما فيها، فلا تجاورني بالحجاز، واذهب إلى نجد. ويقال لمن أتى نجدا: قد جلس.
فقال له الفرزدق:
يا مَرْوَ أن مطيتي محبوسةٌ. . .
يقول: أنا أرجو أن كتبت الكتاب، أن تعطف علي وتحبوني. وقوله: ترجو الحباء يريد: يرجو صاحبها حباءك، لم ييأس منه.
نصب على المدح، ولم يبدل مما قبله
قال سيبويه وقال الفرزدق:
ولولا بنو هندٍ لنالت عقوبتي ... قُدامةَ أوْلَى ذا الفَمِ المتثلمِ
ولكنّني استبقيتُ إعراضَ مازنٍ ... وأيامها من مستنبرٍ ومظْلمِ
أناساً بثغرٍ لا تَزالُ رماحُهُمْ ... شَوارعَ من غير العشيرةِ في الدَّمِ)
كان رجل من بني مازن يسمى ديسما، نهى عن سقي إبل الفرزدق، اولى: وعيد وتهدد، ذا الفم: أراد يا ذا الفم، المتثلم: المتكسر الاسنان، ولكنني استبقيت إعراض مازن: يريد أبقيت عليها لم اهجها، لأنها إعراض قوم كرام، ولهم أيام وآثار بينة، والمستنير: المضيء.
وقوله: أناسا بثغر: يريد أن دار بني مازن تلي دار بكر بن وائل، فهم في ثغر بني تميم، يمنعون عنهم بكر بن وائل، والرماح الشوارع: التي ترد إلى الدماء،