على طريق الشتم والتحقير. وأنشد هذا الشعر، ورفع قوله (جسم البغال وأحلام العصافير).
وقوله: ولم يرد أن يجعله شتما يريد إنه لم يجعله شتما من طريق اللفظ، وإنما هو شتم من طريق المعنى، وهو اغلظ من كثير من الشتم.
يهجو بني الحارث بن كعب، من أجل أن النجاشي الحارثي هجا عبد الرحمن ابن حسان. وحار ترخيم.
يقول: أما لكم أحلام تنهاكم عن سبي والتعرض لي. والجوف: جمع أجوف وهو الفارغ الجوف، يريد أنهم فارغون من العقل والحلم. والجماخير: الضعاف المسترخون، الواحد جمخور.
وقوله: لا عيب بالقوم من طول ومن عظم، يريد أن أجسامهم لا تعاب، هي عظيمة طويلة، ولكنها كأجسام البغال التي لا حلوم معها. وقوله: وأحلام العصافير، أي أحلامهم حقيرة وأجسامهم عظيمة، ويجوز أن يريد أنهم لا أحلام لهم كما أن العصفور ليس له حلم.
لا يصح هنا غير النصب بإضمار فعل - للمعنى
قال سيبويه وأما قول جرير:
(يا صاحبيَّ دنا الرّواحُ فسيرا ... لا كالعشيةٍ زائراً ومَزُورا)
فلا يكون إلا نصبا، من قبل أن العشية ليست بالزائر.
ذكر سيبويه هذا البيت بعد ذكره: لا مثله أحد ولا كزيد