وكان يزيد بن مخرم غزا هوْ وابنهْ ومعهما أربعة أنفس من صداء، فأغاروا على بني الراش بن كنده، ثم نذروا بهم، فلحقوهم فقاتلوهمْ واسترجعوا ما كان أخذ منهم.
ورجع يزيدْ ومن معه، ثم وقع بقوم من أهل اليمن فأصاب منهم نعماْ وغيره.
ثم عارضوا في جمع لهم، وعرضوا عليه أن يستأسر أو يعطيهم يمينا لا يغزوهم أبدا، فقال لهم يزيد: لا، بل تصفحون وتعتدونها نعمة، أو أقاتلكم. فأبوا عليه إلا أن يستأ سر أو يسالمهم آخر الدهر، فقاتلهم فهزمهم. وقوله: فكلتاهما أعيتهم أي لم يدروا ما يصنعون، أيقاتلون أو ينعمون.
النصب على الذم بإضمار فغل
قال سيبويه في الصفات، قال إمام بن أقزم النميري: وأنا أشك في (أقزم) هل هو بالزاي أو بالراء:
ولما أنْ برزْتُ إلى سلاحي ... وبشرَي قلت: ما أنا بالفقيرِ
طليقُ اللهُ لم يمننْ عليه ... أبو داودْ وابنُ أبي كثيرِ
ولا جزاءُ ولا ابنُ أبي شريفٍ ... ولا مولى الأَمير ولا الأميرُ
(ولا الحجاجُ عينيْ بنتِ ماءٍ ... تقلب طرْفها حذرَ الصقُّورِ)
الشاهد في نصبه (عيني بنت ماء) على الذم بإضمار فعل.