أراد ألأن رأت. واللام المقدرة متصلة بفعل محذوف، كأنه قال: ألأنْ رأتني على
هذه الحال هجرتنيْ وصرمتني. كأنه كان: أعرضَتْ لأن رأت رجلاً على هذه الأوصاف. ولا يجوز أن يتعلق (لأن) التي بعد الحرف الاستفهام بـ (صدّت) لأن ما بعد حرف الاستفهام لا يتصل بما قبله في العمل. وريب المنون: ما يحدث من الضعفْ والكبرْ وأسباب الموت، والخَبِلُ: الذي يفسد العقلْ وهريرة: هي أم خُلَيد.
وقوله: (جهلاً بأُمِّ خُلَيدٍ) منصوب مفعول له كأنه قال: صدت عنا لجهلٍ منها بمن ينبغي أن تصله، وبمن ينبغي أن تصرمه. يقول: إنها وضعت صدودها عنا في غير موضعه.
إعمال (كأنْ) مخففةً
قال سيبويه في باب (أن) بعد إنشاده:
(كأنْ وريدَيْه رِشاءُ خُلبِ)
(هذه الكاف مضافة إلى (أنْ) - يريد الكاف من (كأن) - فلما اضطررت إلى تخفيفْ ولم تضمر - يريد لم تضمر اسم كأنْ - لم يغير ذلك أن تنصب بها، كما أنك قد تحذف من الفعلْ ولا يتغير).
يقول: تخفيفك لها لم يغير عملها، كما أن الفعل إذا حذف منه بعض حروفه لم يغير عن عمله.
إعمال (أن) مخففة وإضمار اسمها
قال سيبويه: ومثل ذلك قول الأعشى: