نصب (غير) على الاستثناء المنقطع
قال سيبويه قال الفرزدق:
فإنْ أكُ محبوساً بغيرِ جَريرةٍ ... فقد أخذوني آمِناً غيرَ خائفِ
(وما سجنوني غيرَ أني ابنُ غالبٍ ... وأني من الأثرَين غيرِ الزعانفِ)
الشاهد فيه على أنه نصب (غير) على الاستثناء المنقطع.
والذي حبسهْ وسجنه خالد بن عبد الله القسري، وكان من قسِل هشام على العراق. وقوله: فقد أخذوني آمِناً: يريد أنه لم يذنب فيَحذر، وأنه أُخذْ وهو آمن من السلطان، ولم يكن عنده أنه يطلب.
والأثرَوْن: جمع الأثرَىْ وهو الأغنى، يريد أنه أغنى من غيره. وأراد بالأثرَين الأغنياء من المكارمْ والحسبْ والرفعةْ والشرف. والزعانف: رُذال القومْ والملصَقون بهم.
العطف بالجر على الكلام الأول كأن اللام
مذكورة فيه
قال سيبويه في الجواب بالفاء. قال الفرزدق:
فقلتُ لها الحاجاتُ يَطْرَحْنَ بالفتى ... وهَمُّ تعنّاني مُعَنّى ركائِبُهْ
(وما زرتُ سلمى أنْ تكونَ حبيبة ... إليّ ولا دَيْنٍ بها أنا طالبُهْ)