أي جزاء ما تقول، كما كان الرجم عقوبة الزنا.
وهذا من المقلوب، جعل الزنا عقوبة الرجم، وهذا اتساع لأجل الضرورة، وأنه ليس يقع في الكلام لَبْس.
والمعنى أنه يقول لسوار القشيري: لولا الإمام ابن عفان - وأني أخشى عقوبته - لعملت بك الفاقرة، لكنّ معرِضاً يدور الأحياء يشتمني.
ومعرض ليس بسوارْ ولا مستثنى منه، فهو استثناء بمعنى لكنْ. وقوله: المحسِّر بَكْرَيْه: يريد يحسرهما: يحملهما على الإعياءْ والكَلال من شدة سيرهْ وطوفه في الناس يكذب عليّ ويُعِين سوّاراً.
وبَكْرَيْه: تثنية بكر، والبكر من الإبل بمنزلة الفتى من الناس. وقوله: يسبِّبني على الظلمِ: يحتمل أمرين:
أحدهما أنه بمعنى يسبني، فجعله على يسبّب، أراد أنه يشتمهْ وهو ظالم له.
ويجوز أن يريد بهذا، أنه إذا ابتدأه بفعل القبيح من غير جناية - وشكاهْ وطاف في
الناس يسبه - أنه يهجوهْ ويهجو قومهْ وآباءه، ويشتم من لم يكن له في فعل مُعرض ذنب، فيكون حاملاً له على شتم من لم يكن له في هذا الأمر سبب، وهذا الشتم ظلم.
قال سيبويه في باب الاستثناء المنقطع، قال الجعدي:
(فتى كمُلتْ خيراته غير أنه ... جوادُ فما يُبْقي من المال باقيا)