الشاهد في (نظارِ) وهومبني، ووقع في موقع: انظري، وهو بمعنى (انتظري) ومسحول: اسم جمل العجاج. وأتيح: قدِّر عليه أن يكون مع الإبل التي صبرت فلم
ترحل. ويجوز عندي أن يكون أراد به: قدِّر أن يكون مع الإبل التي تديم السير وتصبر عليه. وقوله: مَلالةَ المأسور (ملالةَ) ينتصب بإضمار: ملَّ ما هوفيه مثلَ ملالة المأسور للشد والاستيثاق منه.
والتزفار: التنفس لألم يجده المتنفس، ويُفني عبرات الشوق بالإدرار؛ يريد: يفني دموعه بالبكاء واللفظ للجَمل والمعنى له. ونظارِ كي أركبه: الهاء تعود إلى مسحول، وهوجمله.
إظهار التضعيف - ضرورة
قال سيبويه في التضعيف، قال العجاج:
فكم حَسَرْنا من عَلاةٍ عَنْسَلِ
حَرْفٍ كقوسِ الشوْحَطِ المعطلِ
لا تحفِلُ السَّوْطَ ولا قولاً حَلي
(تشكو الوَجَى من أظللٍ وأظللِ)
الشاهد فيه أنه اضطر إلى إظهار التضعيف في (أظلٍّ).
والأظلِّ: باطن خف البعير وهوما يصيب الأرض منه، والعَلاة: الناقة الصلبة، والعنسل: السريعة، وحسرناها: أتعبناها حتى أعيت، والحرف: الصلبة التي كأنها حرف جبل، وقيل: الحرف التي ذهبت لحمها،