الشاهد في إسكان الياء من (أثا فيها) وهي منصوبة.
والأثافيّ: الحجارة التي تنصب عليها القِدر، والطويّ وصارات: مواضع. يعني أنه درستْ معالمها فلم يبق منها إلا الأثافي.
الاقتصار على ذكر حرف من جملة الكلام
قال سيبويه في باب ما لا ينصرف. وأنشد:
(بالخيرِ خيراتٍ وإنْ شرّاً فا)
(ولا أريد الشرَّ إلا أنْ تا)
بألف بعد الفاء في البيت الأول، وألف بعد تاء في البيت الثاني. والشاهد فيه أنه اقتصر على ذكر حرف من جملة الكلام، وذكر الحرف يدل على بقية الكلمة، وتكون الألف للمد تابعة لفتحة الفاء وفتحة التاء.
وأراد بالخير خيراتٍ وإنْ شرّاً فشر، فذكر الفاء وحدها ومدّها، ولا أريد الشر إلا أنْ تشائي أيتها المرأة، فذكر التاء وحدها، ثم أتبعها الألف.
وعلى هذا الوجه يكون حرف الروي مختلفاً: يكون في البيت الأول فاء، وفي البيت الثاني تاء، ويكون الشعر من السريع من الضرب الأخير منه (مفعولن). وهذا الشعر يروى لنعيم بن أوس، من ربيعة بن مالك. قال:
إنْ شِئْت أشرَفْنا كِلانا فَدَعا
اللهَ جَهراً رَبَّه فأسْمَعا