الريحُ المكان الذي أبقى فيه الدبا شيئاً من النبات أجرد لا شيء فيه، لأنها جففت النبت وقطعته، وحملته من مكان إلى مكان، والحريق إذا
وقع في القصب لم يبق منه شيئاً، وكذلك التبن والحلفاء، كأنه السيل.
يريد: كأنّ صوت التهاب النار في القصب والحلفاء والتبن - صوت السيل وجريه. واسلحبّ: امتد.
في حذف نون (لدن)
قال سيبويه: في عِدة ما يكون عليه الكلم. قال غيلان بن حريث:
يتبعْنَ شهماً لانَ من ضَريرِهِ
من المَهارَى رُدَ في حُجورِهِ
يستوعبُ البَوْعَيْن من جَريرِهِ
(من لدُ لحْيَيْهِ إلى منحورِهِ)
الشاهد فيه على حذف النون من (لدن).
يتبعن يعني الإبل، يتبعن جملاً شهماً وهو الحديد النفس، يريد أنه يسير أمامها وهي تسير خلفه، وضريره: شدة نفسه وصبره. يعني أنه لان شيء من شدة نفسه وامتناعه، ولو كانت نفسه على ما كانت من الصعوبة، لشق عليها. والمهارَى: جمع مهريّ ومهريّة، إبل مَهْرةَ بنِ حَيْدان.
وقوله: رُد في حجوره يعني أنه رُدِّد في كرم أماته، يريد أنه من نسل إبل كرام. والجرير: الحبل، والبوعان: مقدار باعين في الطول.