يجعل لنفسه علامة في الحرب يعرف بها، وهذا يفعله الشجعان لتعرف مواقفهم في الحروب ومقاماتهم وما يصنعون.
إسكان النون من (هنك) ضرورة
قال سيبويه في الوقف على أواخر الكلم، قال الأقيشر الأسدي وكان مر بسكة بني فزارة وهوشارب، فجلس يريق الماء، ومرت به نسوة فقالت امرأة منهن. هذا نشوان قليل الحياء، أما تستحي يا شيخ من شربك الخمر؟ فقال:
تقولُ يا شيخُ أما تستحي ... من شربكَ الخمرَ على المَكبَرِ
وأنتِ لو باكرتِ مشمولةً ... صهباَء لونَ الفرسِ الأشقرِ
(رُحْتِ وفي رجليكِ ما فيهما ... وقد بدا هَنكِ من المئزَرِ)
الشاهد فيه أنه أسكن النون من (هَنكِ) وهو مرفوع لأنه فاعل (بدا).
وقوله: رُحْتِ وفي رجليكِ ما فيهما: يريد أن فيهما اضطراباً واختلافاً في المشي، والمشمولة: الخمر التي هبت الشِمال عليها وهي في ظروفها، وذاك يحمد فيها. كما قال الشاعر:
وقابَلها الريح في دنها ... . . .
وأراد: صهباء مثل لون الفرس الأشقر، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه.