وقال الاعشى:
إلى هَوْذَةَ الوهّابِ أهْديتُ مِدْحتي ... أرَجي نَوالاً فاضِلاً من عطائكا
(تَجانَفُ عن جُل اليَمامةِ ناقَتي ... وما قَصدَتْ من أهلها لِسوائكا)
هوذة هذا: هو هوذة بن علي الحنفي. وذكر هوذة كما يذكر الغائب، ثم عدل إلى خطابه. وتجانف: تميل وتعدل، وجل اليمامة: يريد جل أهلها، وجلهم: معظمهم.
يعني إنه لم يقصد سواه من أهل اليمامة. والضمير في (أهلها) يعود إلى اليمامة، وجعل النيل عن غير هوذة وقصد هوذة فعل الناقة؛ وإنما هو فعل صاحبها. ومعناه واضح.
يريد: ما قصدت من أهل اليمامة لغيرك، إنما قصدتك أنت. ويروى:
وما عدلَتْ من أهلها لسوائكا
وقيل: اللام بمعنى (إلى) أي ما عدلت إلى سوائك.
والشاهد فيه إنه أدخل حرف الجر على (سوائك) فجعله من المتمكن، وهو غير متمكن.
قال سيبويه في هذا الباب قال خطام المجاشعي:
لم يبق من آيٍ بها يُحَلَّيْنْ ... غيرُ حُطامٍ ورمادِ كَنْفَيْنْ