وقوله:
إذا أبرز الروع الكعاب فإنهم ... مصادٌ لمن يأوى إليهم ومعقل١
وهو باب. وضده ما أنشده أبو الحسن:
أرفعن أذيال الحقي واربعن ... مشى حيياتٍ كأن لم يفزعن
إن تمنع اليوم نساء تمنعن٢
وأذكر يوما وقد خطر لي خاطر مما نحن بسبيله، فقلت: لو أقام إنسان على خدمة هذا العلم ستين سنة حتى لايحظى٣ منه إلا بهذا الموضع لما كان مغبونا فيه ولا منتقص الحظ منه ولا السعادة به. وذلك قول الله -عز اسمه {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} ٤ ولن يخلو٥ "أغفلنا" هنا من أن يكون٦ من باب أفعلت الشيء أي صادفته ووافقته كذلك؛ كقوله٧:
وأهيج الخلصاء من ذات البرق
أي صادفها هائجة٨ النبات٩ "وقوله١٠:
فمضى وأخلف من قتيلة موعدا١١
١ الكعاب: التي نهد ثديها، والمصاد: أعلى الجبل، وجاء البيت في اللسان "مصد".
٢ انظر ص٢٥١ من الجزء الثاني.
٣ في ز: "ما".
٤ آية ٢٨ سورة الكهف.
٥ في ش: "تخلو".
٦ في د، هـ، ز، ط بعده: معناه".
٧ أى رؤبة، وهو من أرجوزته التي أولها:
وقاتم الأعماق خاوي المخترق
والحديث عن حار الوحش، والخلصاء: موضع، والبرق: جمع البرقة، وهي مكان فيه حجارة ورمل. وانظر أراجيز البكري ٢٦.
٨ كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط، ومهتاجة، وهيج التبت: يبسه.
٩ كذا في ش. وفي د، هـ، ز، ط: "النبت".
١٠ سقط ما بين القوسين في د، هـ، ز، وسقط قوله: "أي صادفة مخلفا" في ط.
١١ هذا من مطلع قصيدة للأعشى. وصدره
أثوى وقصر ليله ليزودا
وأثوى يقرأ على الخبر من الإثواء بمعنى الإقامة، ويقرأ على الاستفهام من الثواء، وانظر الصبح المنير ١٥٠، وتاج العروس في "ثوى".