ومنه العَلْب: الأثر والعَلْم: الشقّ في الشفة العليا. فذاك من "ع ل ب ", وهذا من "ع ل م ", والباء أخت الميم, قال طرفة:
كأن عُلوب النسع في دأياتها ... موارد من خلقاء في ظهرِ قردد١
ومنه تركيب "ق ر د " و "ق ر ت ", قالوا للأرض: قَرْدَد, وتلك٢ نباك تكون في الأرض, فهو من قرد الشيء وتقرّد إذا تجمع, أنشدنا أبو علي ٣:
أهوى لها مشقصٌ حشر فشبرقها ... وكنتُ أدعو قذاها الإثمد القردا٤
"أي: أسمي الإثمد القرد أذًى لها. يعنى عينه"٥ وقالوا: قرت الدم عليه, أي: جمد, والتاء أخت الدال كما ترى. فأما لم خص هذا المعنى بذا الحرف فسنذكره في باب يلي هذا بعون الله تعالى.
ومن ذلك العلز: خفّة وطيش وقلق يعرض للإنسان, وقالوا: "العلوص" لوجع في الجوف يلتوي له الإنسان٦ ويفلق منه. فذاك من "ع ل ز", وهذا من "ع ل ص", والزاى أخت الصاد.
١ البيت في معلقته, وهو في وصف الناقة, والنسع: سير تشد به الرجال. والدأيات، أضلاع الكنف، والموارد: طرق الواردين إلى الماء. والخلقاء: الصخرة الملساء، والقردد: ما ارتفع من الأرض. يصف آثار الحزام في أضلاعها؛ وشبهها بالطَّرق في صخرة ملساء، وذلك من كثرة حمل الرحل عليها.
٢ واحدها نبكة, وهي التل أو الأكمة.
٣ نسبه في اللسان في هوى إلى ابن أحمر.
٤ أهوى: هوى وانقض عليها وسقط, والمشقص: السهم المريض، والحشر: اللطيف الدقيق, وشرقها: مزتها. يريد أن عينه أصابهم منهم ففقأها، وكان من قبل مشققًا عليها حريصًا على ألّا ينالها شيء؛ حتى إن الإثمد القرد كان يراه قذى لها. وفي رواية اللسان في هوى: "مشقصًا".
٥ كذا في ش، ب. وسقط ما بين القوسين في أ.
٦ كذا في ش، ب: وسقط في أ.