وقبصات من فغى تمير ... وأتأرتني نظرة الشفير١
وجعلت تقذف بالحجير ... شطري وما شطري وما شطيري
حتى إذا ما استنتفدت خبيري ... قامت إلى جنبي تمسّ أيري٢
فزفَّ رألى واستطير طيري ... وقلت: حاجاتك عند غيري٣
حُقِّرت ألا يوم قُدَّ سيري ... إذ أنا مثل الفلتان العير٤
حمسًا ولا إضت كالنسير ... وحين أقعيت على قبيري٥
أنتظر المحتوم من قديري ... كلا ومن منفعتي وخيري٦
بكفه ومبدئي وحوري٧
أفلا ترى إلى قلة غير المصغّر في قوافيها, وهذا أفخر ما فيها، وأدله على قوة قائلها، وأنه إنما لزم التصغير في أكثرها سباطة وطبعًا، لا تكلفًا وكرهًا؛ ألا ترى أنه
١ القبصات جمع القبصة -وهو بضم القاف وفتحها: ما تناولته بأطراف أصابعك. والفغي: الرديء، وقد كتب في اللسان بالياء كما ترى. ويقال: أتأره بصره. أتبعه إياه. والشفير تصغير الشفر، وهو للعين ما نبت عليه الشعر.
٢ ورد الشطر الأخير مع الشطر الأول من البيت التالي في اللسان "رأل".
٣ الرأل: ولد النعام، وزفيفه: سرعته. ويقال: زفَّ رأله إذا فزع ونفر, يريد أن فيه وحشية كالرأل. ويقال: استطير الرجل: فزع، واستطير طيره: كناية عن فزعه.
٤ "حقرت" يدعو عليها بالتحقير. وقوله: "ألا يوم قُدَّ سيري" أي: هلا كان ما تبغين مني ومراودتك إياي عن نفسي في شبابي وقوتي. والسير: واحد السيور، وهو ما يقدّ من الجلد، وقد سيره: قد يريد به أنه طليق غير مقيد, فقدَّ قطع قيده، أو يريد جدته بجدة سيره، والسير: الحمار الوحشي. والفلتان: الجريء، ويقال: فرس فلتان: نشيد حديد الفؤاد.
٥ حمسًا, أي: شدة وقوة ونشاطًا. وهو راجع إلى قوله قبل: "إذ أنا مثل الفلتان". والنسير: تصغير النسر.
٦ القدير تصغير القدر -بفتح الدال- وهو ما قدره الله وقضاء على العبد.
٧ الحرر: الرجوع.