حتى إذا حبل الدعاء انحلّا ... وانقاض زبرا جاله فابتلّا١
أثنى على الله علا وجلّا ... ثم انثنى من بعد ذا فصلَّى٢
على النبي نهلًا وعلّا ... وعمّ في دعائه وخلّا٣
ليس كمن فارق واستحلّا ... دماء أهل دينه وولَّى
وجهته سوى الهدى مولَّى ... مجتنبًا كبرى الذنوب الجلّى
مستغفرًا إذا أصاب القلَّى ... لما أتى المزدلفات صلَّى٤
سبعًا تباعًا حلهن حلّا ... حتى إذا أنف الفجير جلَّى
برقعه ولم يسرّ الجلّا ... هب إلى نضيه فعلَّى٥
رحيله عليه فاستقلّا
التزم اللام المشددة من أولها إلى آخرها؛ وقد "كان"٦ يجوز له معها٧ نحو: قبلًا ونخلًا، ومحلًا، فلم يأت به.
ومثله ما رويناه لأبي العالية من قوله:
إني امرؤ أصفي الخليل الخلّه ... أمنحه ودّي وأرعى إلَّه٨
وأبغض الزيارة المملَّه ... وأقطع المهامه المضلَّه
١ الزبر: طيّ البئر بالحجارة، والجال: جانب البئر، وانقاض: تصدَّع وتشقق كأنما الدموع كانت محجوزة فتصدع حجازها وحجابها, فانسكبت فابتل الرجل منها, وورد البيت في اللسان "زبر".
٢ "انثنى" كذا في د، هـ، ز وفي ش: "ثنى", وقد ورد الشطر الأخير مع ما بعده في اللسان "علل".
٣ خل في دعائه: خصص. وورد في اللسان "خلل" هذا البيت:
قد عمّ في دعائه وخلّا ... وخطّ كانباه واستملّا
٤ يريد بقوله: "صلى سبعًا": صلى العشاء وسنتها ووترها.
٥ الجل -بالضم والفتح- ما تلبسه الدابة لتصان به، يريد أنه لا يزال بعض الضلام، فهو لم يلق جله كله حتى ينكشف ظهره.
٦ سقط في ش
٧ في د، هـ، ز: "فيها".
٨ الخلة: الود والصداقة، والإل: الحلف والعهد.