مستويات كنعال الحذاء ... فهنّ يعبطن جديد البيداء١
ما لا يستوي عبطه بالرفاء ... يتبعن وقعًا عند رجع الأهواء٢
بسلبات كمساحي البناء ... يتركن في متن أديم الصحراء٣
مساحبًا مثل احتفار الكماء ... وأسهلوهنّ دقاق البطحاء٤
يثرن من أكدارها بالدفعاء ... منتصبًا مثل حريق القصباء٥
كأنها لما رآها الرآء ... وأنشرتهنّ علاة البيداء٦
ورفع اللامع ثوب الإلواء ... عقبان دجن في ندى وأسداء٧
كل أغرّ محكٍّ وغراء ... شادخة غرتها أو قرحاء٨
١ "يعبطن" كذا في ش، وفي د، هـ، ز: "يخبطن"، ويقال: عبط الأرض: حفر منها موضعها لم يحفر من قبل.
٢ "ما لا يستوي عبطه بالرفاء" يريد: أنهن يحدثن في الأرض حفرًا وشفوقًا بعسر تسويتها. وقوله: "الأهواء" كأنه جمع الهيء، وهو صوت للزجر، كأنهم كانوا يزجرونها بذلك. وقد جاء هكذا في د، هـ، ز، وفي ش "الأهراء", ولم يظهر وجهها. وفي ط: عطه.
٣ فرس سلب القوائم: طويلها. والمساحي: جمع المسحاة, وهي ما يسحى به الطين ويقشر ويجرف.
٤ الكماء هنا: جاني الكمأة. وقوله: "وأسهلوهن دقاق البطحاء" أي: أسهلوا بهنَّ في دقاق البطحاء, أي: نزلوا بهنَّ السهل في ذلك, فحذف الحرف وأوصل. وانظر اللسان "سهل".
٥ الدقعاء: التراب الدقيق. وقوله: "من أكدارها" كذا في ش. وفي ز: "أكدرها", ويريد بالمنتصب الغبار: المتماسك المجتمع.
٦ ورد الشطر الأوّل في الجزء الأول من هذا الكتاب في ص٢٨١، وقد رسم فيه "الرواء" هكذا بصيغة الجمع، وجاء في اللسان "رأي" مضبوطًا بصيغة الفعال مبالغة الرائي، ففيه: "ورجل راء: كثير الرؤية، وأنشد هذا البيت. والعلاة: الصخر. وأنشرتهن: أظهرتهن ورفعتهن.
٧ يقال: ألوى بثوبه إذا لمع به وأشار، فاللامع هو الذي يشير بثوبه، وهو يشير السباق. والسدي: ندى الرزع.
٨ الأغرّ: الذي في جبيته غرة, أي: بياض. والمحك: الذي يلج في المدر. والغرة الشادخة: التي تتسع في الوجه وتسبل, والقرحاء تكون قدر الدرهم.