أصبح قلبي صِردا ... لا يشتهي أن يردا
إلا عرادًا عردا ... وصليِّانًا بردا
وعنكثًا ملتبدا
أراد: الإعراد عاردًا وصلِّيانا باردًا.
وعليه قوله:
كأن في الفرش القتاد العاردا
فأما قولهم: عرد الشتاء١؛ فيجوز أن يكون مخففًا من عرد هذا, ويجوز أن يكون مثالًا في الصفة على فعل كصَعْب ونَدْب.
ومنه يومئذ وحينئذ, ونحو ذلك, أي: إذ ذاك كذلك, فحذفت الجملة المضاف إليها. وعليه قول ذي الرمة:
فلمَّا لبسن الليل أو حين نصَّبت ... له من خذا آذانها وهو جانح٢
أي: أو حين أقبل. وحكى الكسائي: أفوق تنام أم أسفل؛ حذف المضاف٣ ولم يبن. وسمع٤ أيضًا: "لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلِ وَمِنْ بَعْدِ" فحذف ولم يبن.
١ كذا في ش، وفي ز: "النساء" وكأنه الصواب، يرادهن الرجل، ومن أوصافه العرد.
٢ هذا في الحديث عن حمر الوحش، وخذا الأذن: استرخاؤها، وقوله: "هو جامح" يعني: الليل. وبعده:
حداهن شحاج كأن سحيله ... على حافَّتيهن ارتجاز مفاضح
يعني بالشحاج: الحمار، وسحيله: نهاقه "بارتجاز" أي: ذكر الرجز من الشعر يقوم به راجزان يتسابان ويفضح أحدهما صاحبه. وانظر الديوان ٦٢.
٣ كذا، والمناسب "المضاف إليه".
٤ يريد أن هذا سمع عن بعض العرب؛ ولم ترد به قراءة، وإنما الوارد في القراءة غير الضم والكسر مع التنوين، وهي قراءة الحجدري والعقيلي، كما في البحر. ويبدو أن الأمر اشتبه على ابن هشام ومن تبعه, فظنَّ قراءتهما بدون تنوين فجعل ذلك قراءة، وممن تابعه الأشموني في مبحث الإضافة، ونسب الشيخ خالد في شرحه للتوضيح ذلك إلى الحجدري والعقيلي، وقد علمت أن قراءتهما بالتنوين.