طابت به نفسي، وإنما الحال مفعول فيها كالظرف, ولم تكن قط فاعلة فنقل الفعل عنها. فأمَّا كونها هي الفاعل في المعنى فككون خبر كان هو اسمها الجاري مجرى الفاعل في المعنى وأنت١ تقدمه٢ على "كان" فتقول: قائمًا كان زيد, ولا تجيز تقديم اسمها عليها. فهذا فرق.
وكما لا يجوز تقديم الفاعل على الفعل, فكذلك لا يجوز تقديم ما أقيم مقام الفاعل كضرب زيد.
وبعد فليس في الدنيا مرفوع يجوز تقديمه٣ على رافعه. فأما خبر المبتدأ فلم يتقدَّم عندنا على رافعه؛ لأن رافعه ليس المبتدأ وحده, إنما الرافع له "المبتدأ والابتداء"٤ جميعًا, فلم يتقدم الخبر عليهما معًا, وإنما تقدم على أحدهما وهو المبتدأ, فهذا "لا ينتقض"٥. لكنه على قول أبي٦ الحسن مرفوع بالمبتدأ وحده, ولو كان كذلك لم يجز تقديمه٣ على المبتدأ.
ولا يجوز تقديم٧ الصلة ولا شيء منها على الموصول, ولا الصفة على الموصوف, ولا المبدل على المبدل منه, ولا عطف البيان على المعطوف عليه, ولا العطف الذي هو نسق على المعطوف عليه، إلا٨ في الواو وحدها, وعلى قلَّته أيضًا, نحو: قام وعمرو زيد, وأسهل منه ضربت وعمرًا زيدًا؛ لأن الفعل في هذا قد استقلّ
١ كذا في ش، ط. وفي د، هـ، ز: "فأنت".
٢ كذا في د، هـ، ز. وفي ش: "تقدّمها".
٣ كذا في ش. وفي د، هـ، ز: "تقدّمه".
٤ كذا في ش. وفي ز، ط: "الابتداء والمبتدأ".
٥ في ط: "ما لا ينقض".
٦ في شرح الرضي للكافية ١/ ٨٧ أن هذا قول سيبويه وأبي علي وأبي الفتح بن جني, وقد يكون هذا رأيه في كتاب آخر.
٧ كذا في ش. وفي د، هـ، ز: "تقدّم".
٨ كذا في ش: ط وسقط هذا الحرف في ز.