إلى ملك ما أمه من محارب ... أبوه ولا كانت كليب تصاهره٢
فإنه مستقيم ولا٣ خبط فيه, وذلك أنه أراد: إلى ملك أبوه ما أمه من محارب, أي: ما أم أبيه من محارب, فقدَّم خبر الأب٤ عليه، وهو جملة؛ كقولك: قام أخوها هند, ومررت بغلامهما٥ أخواك.
وتقول على هذا: فِضَّته محرقة سرجها فرسك, تريد: فرسك سرجها فضته محرقة, ثم تقدَّم خبر السرج أيضًا عليه فتقول: فضته محرقة سرجها فرسك, فإن زدت على هذا شيئًا قلت: أكثرها محرق فضته سرجها فرسك, أردت: فرسك سرجها فضته أكثرها محرق, فقدَّمت الجملة التي هي خبر عن الفضة عليها, ونقلت الجمل عن مواضعها شيئًا فشيئًا, وطريق تجاوز هذا٦ والزيادة في الأسماء والعوائد واضحة. وفي الذي مضى منه كافٍ بإذن الله.
معاوي لم ترع الأمانة فارعها ... وكن حافظًا لله والدين شاكر٧
فإن "شاكر" هذه قبيلة. أراد: لم ترع الأمانة شاكر فارعها, وكن حافظًا لله والدين. فهذا شيء من الاعتراض, وقد قدمنا ذكره وعلة حسنه ووجه جوازه.
١ في د، هـ، ز: "فأما".
٢ من قصيدته في مدح الوليد بن عبد الملك, وفي الديوان طبع أوربا ص٢٢٠: "أبوها". وهو المناسب لقوله بعد:
ولكن أبوها من رواحة ترتقي ... بأيامه قيس على من تفاخره
٣ سقط حرف العطف في ش.
٤ في د، هـ، ز: "الأم" وما هنا في ش، ط.
٥ كذا في ش. وفي ج: "بغلاميهما" وفي ز: "بغلامها".
٦ في ز: "أو".
٧ انظر ص٣٣١، من الجزء الأول.