وقال هشام بن محمد: «بويع لمعاوية بالخلافة في جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين، فولى تسع عشرة سنة وثلاثة أشهر إلا أياما، ثم مات لهلال رجب من سنة ستين» (١).
وقال خليفة بن خيَّاط: «كانت ولايته تسع عشرة سنة، وثلاثة أشهر، وعشرين يوما» (٢).
وقال ابن حبان: «كانت مدة معاوية: تسع عشرة سنة، وثلاثة أشهر، واثنتين وعشرين ليلة» (٣).
وأمَّا ما ورد من كون مدة خلافته عشرين سنة؛ فهذا فيه تجوز، وجبرٌ للكسر.
قال الحافظ ابن حجر: «قال عبد الملك بن مروان: عاش ابن هند- يعني معاوية- عشرين سنة أميرا، وعشرين سنة خليفة، وجزم به محمد بن إسحاق.
وفيه تجوّز، لأنه لم يكمل في الخلافة عشرين إن كان أولها قتل علي، وإن كان أولها تسليم الحسن بن علي؛ فهي تسع عشرة سنة إلا يسيرا» (٤).
نقش خاتمه
قال ابن حبان: «وكان نقش خاتمه: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم» (٥).
وقال ابن كثير: «قال بعضهم: كان نقش خاتم معاوية: لكل عمل ثواب. وقيل: بل كان: لا قوة إلا بالله» (٦).
حزن الصحابة لموته
عن معاذ بن محمد الليثي قال: «لما جاء نعي معاوية إلى ابن عباس، والمائدة بين يديه، فقال لغلامه: ارفع ارفع. ثم قال: اللهم أنت أوسع لمعاوية، ثم قال: خيرٌ ممن يكون بعده، وشر ممن كان قبله؛ ثم قال:
جبلٌ تزعزع ثم مال بجمعه ... في البحر، لا رَتقَت عليك الأبحر» (٧).
(١) تاريخ الطبري (٥/ ٣٢٥)، بدون إسناد.
(٢) تاريخ خليفة بن خياط (ص: ٢٢٦).
(٣) الثقات لابن حبان (٢/ ٣٠٦).
(٤) الإصابة (٦/ ١٢١).
(٥) الثقات لابن حبان (٢/ ٣٠٦).
(٦) البداية والنهاية (١١/ ٤٢٩)، وانظر: تاريخ دمشق (٥٩/ ١٤٧).
(٧) إسناده ضعيف: أخرجه ابن أبي الدنيا في حلم معاوية (٩) -ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٥٩/ ٢٣٥ - ٢٣٦) - وفي سنده داود بن المحبر، متروك، كما في التقريب (١٨١١).