قال محمد بن سعد: «وولَّاه عمر بن الخطاب دمشق عمل أخيه يزيد بن أبي سفيان حين مات يزيد، فلم يزل والياً لعمر حتى قُتِل عمر - رضي الله عنه -، ثم ولَّاه عثمان بن عفان ذلك العمل، وجمع له الشام كلها حتى قُتل عثمان - رضي الله عنه -، فكانت ولايته على الشام عشرين سنة أميراً» (١).
فتوحات معاوية وغزواته في عهد عثمان
ليس غائباً عن نظر متصفِّح لتاريخ المسلمين في زمن عثمان - رضي الله عنه - ما وصلت إليه حدود بلاد المسلمين، واتساع رقعة الدولة الإسلامية في عهده، وقد كان لمعاوية - رضي الله عنه - من تلك الفتوحات سهمٌ مشهور. وفيما يلي سردٌ لأهم ما وقفنا عليه من غزواتٍ وفتوحاتٍ على يديه، وتاريخها:
١ - صدُّه الروم عن بلاد الشام، وتقدُّمه إلى بلادهم بعد وصول مددٍ إليه بأمر من الخليفة، فأصاب المسلمون ما شاؤوا من سبي، وملؤوا أيديهم من المغنم، وافتتحوا بها حصوناً كثيرة، سنة أربع وعشرين (٢).
٢ - فتح الحصون، سنة خمس وعشرين (٣).
٣ - غزوه قنسرين، سنة سبع وعشرين (٤).
٤ - فتح قُبْرُس، وغَزْو البحر:
مرَّ بنا آنفاً أنَّ بعض الروايات ذكرتْ استئذان معاويةَ عُمَرَ في غزو البحر، وأنَّ هذا الطلب قُوبل بالرفض، إلا أنَّ الفكرة لم تفارق ذهن معاوية، بل ظلَّت ماثلةً في عقله، يترقَّب فرصةً سانحةً لإخراجها مرةً أخرى، وقد واتته تلك الفرصة في عهد عثمان، خاصةً بعد ما زادت ثقة عثمان به، وجمع له الشام كلها وجعلها تحت إمرته.
(١) الطبقات الكبرى (٧/ ٤٠٦)، وانظر: تاريخ دمشق (٥٩/ ١١٦).
(٢) تاريخ الطبري (٤/ ٢٤٧ - ٢٤٨).
(٣) المصدر السابق (٤/ ٢٥٠).
(٤) المصدر السابق (٤/ ٢٥٧).