فعن سليمان بن أبي كريمة، والليث بن سعد: «أنَّ صلح قبرس وقع على جزية سبعة آلاف دينار يؤدونها إلى المسلمين في كل سنة، ويؤدون إلى الروم مثلها، ليس للمسلمين أن يحولوا بينهم وبين ذلك، على ألا يغزوهم، ولا يقاتلوا من وراءهم ممن أرادهم من خلفهم، وعليهم أن يؤذنوا المسلمين بمسير عدوهم من الروم إليهم، وعلى أن يبطرق إمام المسلمين عليهم منهم» (١).
وقد اختلف العلماء في تحديد زمن هذه الغزوة على عدَّة أقوال:
القول الأول: أنها كانت في سنة خمسٍ وعشرين.
قال يزيد بن عبيدة بن أبي المهاجر: «غزا معاوية بن أبي سفيان قبرس سنة خمس وعشرين» (٢).
القول الثاني: أنها كانت في سنة سبعٍ وعشرين.
قال الحافظ ابن حجرٍ: «وأرَّخها يعقوب بن سفيان في المحرم سنة سبع وعشرين، قال: كانت فيه غزاة قبرس الأولى» (٣).
وقد ذكر الطبريُّ هذا القول، ولم يسمِّ قائله (٤). واختاره ابن كثير (٥).
القول الثالث: أنها كانت في سنة ثمانٍ وعشرين.
وهو قول الواقدي (٦)، وخليفة بن خيَّاط (٧)، واختاره الطبريُّ (٨).
وقال الحافظُ ابنُ حجرٍ: «وأرَّخها في سنة ثمان وعشرين غير واحد، وبه جَزَمَ ابنُ أبي حاتم» (٩).
ثم ذكر باقي الأقوال، ورجَّح هذا القول، وقال: «هو أصحُّ» (١٠).
القول الرابع: أنها كانت في سنة ثلاث وثلاثين.
(١) إسناده صحيح إلى سليمان والليث: أخرجه الطبري في تاريخه (٤/ ٢٦٢)، ويبقى النظر فيما وراء سليمان والليث من رجال لم يُذكروا.
(٢) إسناده صحيح إلى يزيد: أخرجه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه (ص: ١٨٤).
(٣) فتح الباري (١١/ ٧٥).
(٤) تاريخ الطبري (٤/ ٢٥٧)، حيث قال: "وقال بعضهم".
(٥) البداية والنهاية (١١/ ٣٩٩).
(٦) تاريخ الطبري (٤/ ٢٥٧، ٢٦٢).
(٧) تاريخ خليفة بن خياط (ص: ١٦٠).
(٨) تاريخ الطبري (٤/ ٢٥٧).
(٩) فتح الباري (١١/ ٧٥).
(١٠) المصدر السابق (١١/ ٧٦).