فلما ولد الحسين سماه بعمه جعفر، قال: فدعاني رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال: إنى أمرت أن أغيِّر اسم هذين، فقلت: الله ورسوله أعلم، فسماهما حسناً وحسيناً» (١).
وقد مرَّ معنا الحديث الذي فيه سلام عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - على
عبد الله بن جعفر - رضي الله عنه -، بقوله: «السلام عليك يا ابن ذي الجناحين».
موقفه من ابنة عمه مع أخيه علي وزيد بن حارثة:
ركب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وصحبه إلى مكة، حيث أرادوا العمرة، فأبى أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة، فكان صلح الحديبية، وبعد هذا الصلح وخروج النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - من مكة راجعا للمدينة تبعتهم ابنة حمزة - رضي الله عنه -، فاختصم في أخذها علي وزيد وجعفر - رضي الله عنهم -:
فعن البراء - رضي الله عنه - قال: «اعتمر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في ذي القعدة فأبى أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة حتى قاضاهم على أن يقيم بها ثلاثة أيام، فلمَّا كتبوا الكتاب كتبوا: هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فقالوا: لا نقر بها فلو نعلم أنك رسول الله ما منعناك لكن أنت محمد بن عبد الله، قال: «أنا رسول الله، وأنا محمد بن عبد الله». ثم قال لعلي: «امح رسول
(١) أخرجه أحمد (١/ ١٥٩) (١٣٧٠) وفي فضائل الصحابة (٢/ ٧١٢)، رقم (١٢١٩)، وأبو يعلى في مسنده (١/ ٣٨٥)، رقم (٤٩٨)، والطبراني في المعجم الكبير (٣/ ٩٨)، رقم (٢٧٨٠)، والحاكم (٤/ ٣٠٨)، رقم (٧٧٣٤) وقال: صحيح الإسناد، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٨/ ١٠٢) فيه عبد الله بن محمد بن عقيل وحديثه حسن وبقية رجاله رجال الصحيح، وصحح إسناده أحمد شاكر في تعليقه على المسند (٤/ ٣٥١)، قال الألباني في السلسلة الصحيحة (٦/ ٢١٢): السند حسن (بالمتابعات)، رجاله ثقات، قال شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبدالله بن محمد.