ويروى: أن شاعراً جاء إلى عبد الله بن جعفر، فأنشده:
رأيت أبا جعفر في المنام... كساني من الخز دَرَّاعة
شكوت إلى صاحبي أمرها... فقال: ستؤتى بها الساعة
سيكسوكها الماجد الجعفري... ومن كفه الدهر نفاعة
ومن قال للجود: لا تعدني... فقال لك: السمع والطاعة
فقال عبد الله لغلامه: ادفع إليه جبتي الخز.
ثم قال له: ويحك! كيف لم تر جبتي الوشي؟ اشتريتها بثلاث مائة دينار منسوجة بالذهب.
فقال: أغفى غفيةً أخرى، فلعلي أراها.
فضحك عبد الله، وقال: ادفعوها إليه (١).
قال البلاذري: حدثني عباس بن هشام الكلبي، عن أبيه، عن ابن خُرَّبوذ: «أن عبد الله بن جعفر كلم في تزويج يتيم من قريش فوهب له مائة ألف درهم، فذكر ذلك لمعاوية فقال: إذا لم يكن الهاشمي سخياً لم يشبه من هو منه» (٢).
وقال أيضاً: «حدثني علي بن محمد المدائني، عن يزيد بن عياض بن جُعْدبة قال: ابتاع عبد الله بن جعفر حائطاً من رجلٍ من الأنصار بمائتي
(١) أخرجه ابن عساكر (٢٧/ ٢٧١)، وانظر سير أعلام النبلاء (٣/ ٤٥٩).
(٢) أنساب الأشراف للبلاذري (٢/ ٢٩٩).