والصحيح أنَّ هذه الرواية ليست من رواية نعمى بنت جعفر بن أبي طالب وإنما من رواية أسماء بنت عميس رضي الله عنهم أجمعين. وهذا ما وضَّحه النُّقاد والمحدثون ومنهم ابن الأثير وابن حجر رحمهما الله كما مرَّ معنا.
وقد نقل ابن حجر في الإصابة عن ابن منده بعد أن ذكر نعمى بنت جعفر بن أبي طالب: (قال ابن منده: لها ذكر وليست لها رواية) (١).
وقال ابن حبان في الثقات: «نُعْمى بنت جعفر بن أبى طالب بن عبد المطلب بن هاشم لها صحبة» (٢) وكذا في تاريخ الصحابة له أيضاً (٣).
فإماَّ أن يكونوا ذكروها لوجه احتمالية روايتها للحديث السابق، فيسقط بذلك الاحتجاج به، إذ قد ثبت فيما سبق أنه ليس من روايتها، وإماَّ أن يكونوا قد أثبتوا وجودها من أخبار أخرى، وهو ما لم نجده في الروايات التي بين أيدينا.
وأكثر كتب الأنساب المعتمدة لم تذكر لجعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - غير الثلاثة المشهورين، وهم عبد الله، ومحمد، وعون، وكذا ما وجدته في تراجم الصحابة.
وكذلك لم يأت ذكر لنعمي في حديث دخول رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - على أسماء بنت عميس بعد استشهاد جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - (٤)، ودعائه لأولاد جعفر الثلاثة، عبد الله، ومحمد، وعون، رضي الله عنهم أجمعين. والله أعلم. وهذا ما وقفت عليه فيما يتعلق بنعمي والله أعلم.
(١) الإصابة (٨/ ١٤٢).
(٢) الثقات لابن حبان (٣/ ٤٢٣).
(٣) تاريخ الصحابة (ص ٢٥٥).
(٤) راجع الحديث تحت العنوان الفرعي: «ذكر الواقدي لأحمد من أولاد جعفر - رضي الله عنه -».