وتذكر كتب السير أنَّ طالباً بقي على كفره ولم يُعلم بإسلامه، فكلُّ إخوته أسلموا إلا هو، اختطفته الجن، فذهب (١).
وكان طَالبُ بن أبي طَالِبٍ شاعراً (٢).
وهلك طالب مشركا بعد غزوة بدر، وقيل: إنه ذهب فلم يرجع، ولم يُدر له موضع ولا خبر، وهو أحد الذين تاهوا في الأرض. وكان مُحبَّا في رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، وله فيه مدائح. وكان خرج إلى بدر كرها، وجرى بينه وبين قريش حين خرجوا إلى بدر محاورة فقالوا: والله يا بني هاشم لقد عرفنا، وإن خرجتم معنا، أنَّ هواكم مع محمد. فرجع طالب إلى مكة مع من رجع، وهم بنو زُهرة مع الأخنس بن شريق بن عمرو بن وهب الثَّقفي، وكان حليفا لهم ومُطاعا فيهم. ولم يكن بقي من قريش بطن إلا وقد نفر منهم ناس إلا عديُّ بن كعب وبنو زهرة، فلم يشهد بدرا من هاتين القبيلتين أحد.
وقال طالب حين رجع من غزوة بدر:
اللهُمَّ إمَّا يَغزُوَنَّ طالبْ... في عصبةٍ مخالفٌ محاربْ
في مقنب من هذه المقانبْ... فليكنِ المسلوبَ غيرَ السالبْ
وليكنِ المغلوبَ غيرَ الغالبْ
وقال من قصيدة ثناء على النبي عليه السلام، وبكى فيها أصحاب قليب بدر:
فمنا إنْ جَنينَا في قريش عظيمةً... سِوى أنْ حَمَينا خيرَ مَن وطئ التُّربا
(١) انظر: الروض الأنف (١/ ١٢٧).
(٢) حذف من نسب قريش (١/ ٣) لمؤرج السدوسي.