فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (١).
ومما نقله الصحابة - رضي الله عنهم -، أيضاً - إلى جانب كتاب ربهم وسنة نبيهم وسيرته العطرة - صلى الله عليه وآله وسلم - سير إخوانهم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - من أهل البيت الطاهرين، ومن غيرهم رضوان الله عليهم أجمعين، ومن تلك السير العظيمة، سيرة الشيهد ابن عم رسو الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ذي الجناحين، صاحب الهجرتين جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه -.
فقد كان - رضي الله عنه - داعياً في حياته للإسلام، صاحب حجة قوية، لا يخاف في الله لومة لائم، مجاهداً في سبيل الله تعالى، راغباً فيما عند الله من نعيم.
حتى إنه قدَّم يديه ثمناً لدخول الجنة قبل أن يقدِّم نفسه الزكيَّة، فقد باع جسده وحياته ليظفر بجنة الخلد التي تجري من تحتها الأنهار.
ففيه - رضي الله عنه - وفي أمثاله قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ... الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ... الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (٢).
فالبشرى البشرى لجعفر - رضي الله عنه - وأمثاله من الصحابة الكرام ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وذلك هو الفوز العظيم كما قال الله تعالى، فقد ربح البيع أيَّما ربح، رغم أنَّ المشتري هو المالك الملِك سبحانه وتعالى.
ورغم أنَّ سيرة جعفر - رضي الله عنه - من السير العظام، فهو صحابي، من آل البيت، ومن المهاجرين السابقين للإسلام، لكن قلَّ «إن لم يكن عُدم»
(١) سورة التوبة الآية «١٠٠».
(٢) سورة التوبة الآية «١٠٠».