وفداً بهدايا إلى النجاشي ليطرد المسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة وعلى رأسهم جعفر - رضي الله عنه -، فطلب النجاشي ليسمع منهم، فتكلم جعفر - رضي الله عنه - فأحسن وأجاد.
فقد كان - رضي الله عنه - ذا حجة قوية دامغة، جعلت النجاشي يتأثر بقوله وحجته وقراءته للقرآن، واختياره المناسب للآيات التي تلاها على النجاشي.
وقد ركَّز - رضي الله عنه - على أنَّ الإسلام جاء بالخير كل الخير، ونهى عن كل شر، وبيَّن أن هذا هو نفس ما جاء به عيسى عليه السلام، وأنه ليس بدعاً من القول، وأنّه ليس أمراً مستحدثاً، فالعقيدة واحدة لكل الشرائع السماوية، ألا وهي توحيد الله سبحانه وعبادته لا شريك له، وهذا هو الذي تألفه الفطرة السليمة وطبيعة الإنسان السويَّة.
ورغم عدم استسلام وفد قريش ورجوعهم مرَّة أخرى للنجاشي ليوغروا صدره على المسلمين، إلا أنَّ تصدي جعفر - رضي الله عنه - لهم، وبيان إفكهم جعل وفد قريش يرجعون مغلوبين مهزومين، بفضل الله ثم بفضل قوة وحكمة جعفر - رضي الله عنه -.
وقد قضى بعد ذلك جعفر بن أبي طالب هو وزوجته والمؤمنون من الذين هاجروا إلى الحبشه، في رحاب النجاشي عشر سنوات آمنين مطمئنين.
فوائد من مواجهة جعفر لرسولَي قريش أمام النجاشي:
نستقي من مواجهة جعفر - رضي الله عنه - لعمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة الفوائد التالية:
١. رغم أقلية المسلمين في الحبشة ووجودهم في بلد غير إسلامي، فقد