فكيف إذا جئنا إلى شخصيّة الجمال والكمال في سيد الخلق، محمد - صلى الله عليه وآله وسلم -.
وكيف إذا جئنا إلى أصحابه الأخيار، والذين منهم الجواد بن الجواد والشريف بن الشريف، أبو المساكين، ذو الهجرتين، ذو الجناحين الطيَّار، جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه -.
فقد كان جعفر - رضي الله عنه - أشبه الناس خَلْقاً وخُلُقاً برسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -.
ففي الحديث: «أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كان يقول لجعفر بن أبي طالب: أشبهت خلقي وخلقي» (١). وهذا إن دل فيدل على حب حسن خلقه - رضي الله عنه - وجميل صفاته مما زاد حب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لجعفر وقربه منه، وأنَّ له مكانة كبيرة وعظيمة عند رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -.
ولنلق نظرة على ملامحه الخَلقيَّة أولاً:
يقال: إن الذين كانوا يشبَّهون برسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، جعفر بن أبي طالب والحسن بن علي بن أبي طالب وقثم بن العباس بن عبد المطلب وأبو سفيان بن الحارث بن... عبد المطلب والسائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف (٢).
ورُوي أنه رضي الله عنه كان يتختم في يمينه:
(١) أخرجه البخاري (٣/ ٢٤١)، رقم (٢٦٩٩)، والترمذي (٥/ ٦٥٤)، رقم (٣٧٦٥)، وأحمد (٤/ ٣٤٢)، رقم (١٩٢١٨)، وابن أبى شيبة (٦/ ٣٨١)، رقم (٣٢٢٠١)، والحاكم (٣/ ١٣٠)، رقم (٤٦١٤).
(٢) الاستيعاب لابن عبد البر (١/ ٥٣٥).