وغفرانِ الذّنوب، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ (٧١)} الأحزاب.
ومن أسباب النَّجاة: الفرار إلى الله، قال تعالى: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ (٥٠)}
الذّاريات فالسّعيد مَنْ فَرَّ إلى الله تعالى، والشَّقي مَنْ فَرَّ مِن الله إلى سواه.
ومَنْ يعصمنا مِنْ أَمْر الله - عز وجل - إن أراد بنا ضَرّاً أو نفعاً، وأين المفرّ مِن حكمه
وقدره ولا ملجأ منه إلّا إليه: {قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (١٧)} الأحزاب، {قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا (١١)} الفتح.
ومن أسباب النَّجاة: الفرار من الفتن، فهذا نبيّ الله تعالى يوسف - عليه السلام - لمّا دعته امرأة العزيز فَرَّ مِن هذه الفتنة، قال تعالى: {وَاسْتَبَقَا الْبَابَ (٢٥)} يوسف.
والفِرَارُ مِن الفِتَنِ مِن الدِّينِ، فقد عقد البخاري في كتاب الإيمان من صحيحه باباً، قال: (مِن الدِّينِ الفِرَارُ مِن الفِتَنِ) وذكر فيه حديثاً عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: " يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ المُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ؛ يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنْ الْفِتَنِ" (١).
ولمّا استشهد الخليفة عثمان - رضي الله عنه -، نزل الصَّحابيُّ الجليل سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه -
(١) البخاري "صحيح البخاري" (م ١/ج ١/ص ١٠) كتاب الإيمان.