تَلْقِينِ الْإِسْلَامِ، فَإِنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ دَاخِلٌ فِيمَا سَبَقَ بِهِ الْعِلْمُ.
وَأَيْضًا فَتَمْثِيلُهُ ذَلِكَ بِالْبَهِيمَةِ قَدْ وُلِدَتْ جَمْعَاءَ، ثُمَّ جُدِعَتْ يُبَيِّنُ أَنَّ أَبَوَيْهِ غَيَّرَا مَا وُلِدَ عَلَيْهِ.
وَأَيْضًا فَقَوْلُهُ: " «عَلَى هَذِهِ الْمِلَّةِ» " وَقَوْلُهُ: " «إِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ» " مُخَالِفٌ لِهَذَا.
وَأَيْضًا فَلَا فَرْقَ بَيْنَ حَالِ الْوِلَادَةِ وَسَائِرِ أَحْوَالِ الْإِنْسَانِ، فَإِنَّهُ مِنْ حِينِ كَانَ جَنِينًا إِلَى مَا لَا نِهَايَةَ لَهُ مِنْ أَحْوَالِهِ عَلَى مَا سَبَقَ فِي عِلْمِ اللَّهِ، فَتَخْصِيصُ الْوِلَادَةِ بِكَوْنِهَا عَلَى مُقْتَضَى الْقَدَرِ تَخْصِيصٌ بِغَيْرِ مُخَصِّصٍ.
وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ أَنَّهُ " «قَبْلَ نَفْخِ الرُّوحِ فِيهِ يُكْتَبُ رِزْقُهُ، وَأَجَلُهُ وَعَمَلُهُ، وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ» " فَلَوْ قِيلَ: كُلُّ مَوْلُودٍ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحَ عَلَى الْفِطْرَةِ لَكَانَ أَشْبَهَ بِهَذَا الْقَوْلِ، مَعَ أَنَّ النَّفْخَ هُوَ بَعْدَ الْكِتَابَةِ.
فَصْلٌ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ صَائِرُونَ إِلَى مَا سَبَقَ فِي عِلْمِ اللَّهِ
١٨٥ - فَصْلٌ
الْخَلْقُ كُلُّهُمْ صَائِرُونَ إِلَى مَا سَبَقَ فِي عِلْمِ اللَّهِ .
قَالَ أَبُو عُمَرَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الْمَرْوَزِيُّ: وَهَذَا الْمَذْهَبُ شَبِيهٌ بِمَا حَكَاهُ أَبُو عُبَيْدٍ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ.