وقيل له (١): الشيء متى كان في نفسه مفسدةً، أو داعيةً إلى المفسدة، فإن الشارع يُحرِّمه مطلقًا حكمةً منه و صيانةً وشفقةً وحِمْيةً.
وقيل له: كم قد هلك قبلك من هالكٍ بهذا الظن الفاسد، ظن أنه ينظر عبرة، فأوقعه نظره في أعظمِ الحسرة، كما قيل (٢):
وأنا الذي جَلَبَ المنيةَ طَرْفُه ... فمَن المطالَبُ والقَتِيل القَاتلُ
وقال آخر (٣):
وكنتَ متى أرسلتَ طَرْفَك رائدًا ... لقلبِك يومًا أَتعبتْك المناظرُ
رأيتَ الذي لا كلُّه أنتَ قادرٌ ... عليه ولا عن بعضِه أنتَ صابرُ
قلت: ولي من قصيدة (٤):
يا مُرسِلًا لسهام اللَّحْظِ مجتهدًا ... أنتَ القتيلُ بما تَرمِيْ فلا تُصِبِ
أرسلتَ طرفَك ترتادُ الشِّفاءَ فما ... وافَى رسولُك إلا رائدَ العَطب
ولاسيما النفوسُ التي فيها رقةٌ ولطافة ورياضة، فإن الصوت
(١) "له" ليست في ع.
(٢) البيت للمتنبي في ديوانه (٣/ ٣٦٧). وانظر "روضة المحبين" (ص ١٥٦).
(٣) "وقال آخر" ليست في ع. والبيتان في حماسة أبي تمام (٢/ ١٥) و"عيون الأخبار" (٤/ ٢٢) بلا نسبة. وانظر روضة المحبين (ص ١٥٤، ٣٢٨). وفي الأصل: "أبعتك المناظر" تحريف.
(٤) "قلت ولي من قصيدة" ليست في ع. وانظرها في "بدائع الفوائد" (٢/ ٨١٨ - ٨١٩) والفوائد (ص ١٠٧ - ١٠٩)، والبيتان في روضة المحبين (ص ١٥٤).