وقال محمد بن عبدالحكم: الذي ق ٥٤ آخذ به في رفع اليدين: أن أرفع (١) على حديث ابن عمر. قال: ولم يرو أحد عن مالك مثل رواية ابن القاسم في رفع اليدين» (٢).
ورواه مَعْن بن عيسى القزَّاز أيضًا عن مالك. فهؤلاء سبعة من أصحاب مالك.
فأما أشْهَب بن عبد العزيز فكان من أفقه أصحابه وأشدّهم انتحالًا لمذهبه ونُصْرةً له، حتى إنه كان يدعو على الشافعي ويقول: اللهمّ أمِتْه حتى لا يذهب علم مالك.
قال محمد بن عبد الله بن عبدالحكم: سمعت أشهب يدعو على الشافعي بالموت، فذكرت ذلك للشافعي فقال متمثِّلًا:
تمنَّى رجالٌ أن أموت وإن أَمُت ... فتلك سبيلٌ لست فيها بأوحَدِ
فقل للذي يَبْقَى (٣) خلافَ الذي مضى ... تهيَّأ لأخرى مثلها فكأنْ قَد
قال: فمات الشافعي، ثم مات أشهب بعده بثمانية عشر يومًا (٤).
والمقصود: أن شدة النصرة لمذهب مالك حَمَلَتْه على الدعاء على الشافعي لمَّا خالف مالكًا، وهو قد حكى عن مالك أن مذهبه رفع اليدين
(١) الأصل: «الرفع» والمثبت من التمهيد.
(٢) آخر النقل من التمهيد. وانظر «اختلاف أقوال مالك وأصحابه» (ص/١٠٧ - ١٠٨) لابن عبدالبر.
(٣) هكذا في الأصل وفي عدة مصادر، وفي أخرى: «يبغي».
(٤) ذكر القصة ابن عبدالبر في «الانتقاء» (ص/٩٧)، وهي في «تاريخ ابن عساكر»: (٥١/ ٤٢٨ - ٤٢٩)، و «وفيات الأعيان»: (١/ ٢٣٩)، و «السير»: (١٠/ ٧٢).