{وَالدَّمَ}
قال الْحَرَالِّي: رزق البدن الأقرب إليه المحوط فيه.
{وَنَحْنُ} وهذا الضمير كما
قال الْحَرَالِّي: اسم القائل المستتبع لمن هو في طوع أمره لا يخالفه.
{نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ}
وقال الْحَرَالِّي: التسبيح تنزيه الحق، تعالى، عن بادية نقص في خلق أو رتبة، وحمد الله استواء أمره علواً وسفلا، ومحو الذم عنه والنقص منه، وذلك تسبيح أيضا في علو أمر الله، فما سبح بالحمد إلا أهل الحمد من آدم ومحمد، - صلى الله عليه وسلم -، فغاية المسبح الحمد، والحمد تسبيح لمن غايته وراء ذلك الاستواء - انتهى.
{وَنُقَدِّسُ لَكَ}
قال الْحَرَالِّي: القدس طهارة دائمة لا يلحقها نجس ظاهر، ولا رجس باطن، واللام تعلن للشيء، لأجله كان ما أضيف به. انتهى.
{قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}
وقال الْحَرَالِّي: وأعلم، تعالى، بما أجرى عليه خلقه من القضاء بما ظهر، والحكم على الآتي بما مضى، حيث أنبأ عن ملائكته بأنهم قضوا على الخليفة في الأرض بحال من تقدمهم في الأرض من الجبلة الأولين من الجن الذين أبقى منهم عزازيل وغيرهم، ليتحقق أن أمر الله جديد، وأنه كل يوم هو في شأن، لا يقضى على آتي وقت بحكم ما فيه، ولا بما مضى قبله - انتهى.
{وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا}"الْأَسْمَاءَ" أي التي للأشياء "كُلَّهَا"، وهو جمع اسم، وهو ما يجمع اشتقاقين من السمة والسمو، فهو بالنظر إلى اللفظ وسم، وبالنظر إلى الحظ من ذات الشيء سمو، وذلك السمو هو مدلول الاسم الذي هو الوسم الذي ترادفه التسمية، قاله الْحَرَالِّي.
وقال في كتاب له في "أصول الفقه " الاسم يقال على لفظ التسمية، ويقال على حظ