في مثل أحوالهم، ولذلك انتظم بها الآية الجامعة، وابتدأ بذكر الذين آمنوا من هذه الأمة، ثم استوفى الملل التي لها صحة على ما يذكر آنفا إن شاء الله تعالى - انتهى.
{وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ}
قال الْحَرَالِّي: وفي عطفه إفهام لمجاوزة أنباء عديدة، غايتها في الظهور ما عطف عليها، كأن الخطاب يفهم: فأنزلناهم حيث أنزلوا أنفسهم، ومنعناهم ما لا يليق عن حاله مثل حالهم، فظهر منهم وجوه من الفساد، فسلط عليهم العدو فاستأصل منهم ما شاء الله، ومن بقي منهم أخذوا بأنواع من الهوان - انتهى.
{وَالْمَسْكَنَةُ}
قال الْحَرَالِّي: وهي ظهور معنى الذل أو التذلل على ظاهر الهيئة والصورة؛ سكونا وانكعاف حراك - انتهى.
{وَبَاءُوا بِغَضَبٍ}
قال الْحَرَالِّي: معناه إجماع القاهر على الانتقام في حق مراغمة - انتهى.
{مِنَ اللَّهِ}
قال الْحَرَالِّي: وفيه تهديد لهذه الأمة بما غلب على أهل الدنيا منهم، من مثل أحوالهم باستبدال الأدنى في المعنى من الحرام، والمتشابه بالأعلى من الطيب والأطيب المأخوذ عفوا واقتناعا - انتهى.
وقال الْحَرَالِّي: ولما كان الغضب إنما يكون على من راغم الجليل في معصيته، ووقعت منه المراغمة في معصيتهم واعتدائهم - ذكر فعلهم - انتهى.
{يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ}
قال الْحَرَالِّي: والكفر بالآيات أبعد الرتب من الإيمان، لأنه أدنى من الكفر بالله، لأن الكفر بالله كفر بغيب، والكفر بآيات الله كفر بشهادة، {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ} - انتهى.