{وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} وما بعدها من الاعتبار في خلق السموات والأرض إلى يقين العيان باسمه "الله" وما يلتئم بمعناه من أوصافه العظيمة - انتهى.
{الْحَيُّ الْقَيُّومُ}
قال الْحَرَالِّي: فيعول، زيدت في أصوله الياء، ليجتمع فيه لفظ ما هو من معناه، الذي هو القيام بالأمر، مع واوه التي هي من قام يقوم، فأفادت صيغته من المبالغة ما في القيام والقوام، على حد ما تفهمه معاني الحروف عند المخاطبة بها من أيمة العلماء الوالجين في مدينة العلم المحمدي من بابه العلوي - انتهى.
{لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ}
قال الْحَرَالِّي: هي مجال النعاس في العينين قبل أن يستغرق الحواس، ويخامر القلب، {وَلَا نَوْمٌ} وهو ما وصل من النعاس إلى القلب فغشيه في حق من ينام قلبه، وما استغرق حواسه في حق من لاينام قلبه - انتهى.
{لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}
قال الْحَرَالِّي: وسلب بالجملة الأولى أمر الملكوت من أيدي الملائكة إلى قهر جبروته، والآثار من نجوم الأفلاك إلى جبره، وسلب بالجملة الثانية الآثار والصنائع من أيدي خليفته وخليقته إلى قضائه وقدره وظهور قدرته، فكان هذا الخطاب، بما أبدى للفهم، إقامة قيامه على مجعول الحكمة الأرضية والسمائية التي هي حجاب قيوميته، سلبا لقيام ما سواه - انتهى.
{مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ}
قال الْحَرَالِّي: وحقيقة الشفاعة وصلة بين الشفيع والمشفوع له، لمزية وصلة بين الشفيع والمشفوع عنده، فكان الإذن في باطن الشفاعة حظا في سلب ما للشفعاء، ليصير بالحقيقة إنما الشفاعة لله، سبحانه وتعالى، عند الله، سبحانه وتعالى، فهو، سبحانه وتعالى، بالحقيقة الذي شفع