عصينا من العقاب؟ (١). وقيل: اللحن: أن تلحن بكلامك: أن تميله إلى نحو من الأنحاء؛ كالتورية. {أَخْبارَكُمْ} ما يحكى عنكم؛ إن حسنا (٢٦٤ /ب) فحسن وإن قبيحا فقبيح.
{وَسَيُحْبِطُ أَعْمالَهُمْ} التي عملوها في دينهم فرجعت بلا ثواب؛ لأنها مع الكفر باطلة، وهم قريظة والنضير، أو: وسيحبط أعمالهم؛ أي: مكائدهم التي كادوها برسول الله صلى الله عليه وسلم أي: سيبطلها فلا يصلون منها إلى أغراضهم، ولا تثمر إلا القتل والجلاء عن أوطانهم.
وقيل: هم رؤساء قريش المطعمون يوم بدر.
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ (٣٣) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ ماتُوا وَهُمْ كُفّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ (٣٤) فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ (٣٥) إِنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْئَلْكُمْ أَمْوالَكُمْ (٣٦) إِنْ يَسْئَلْكُمُوها فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغانَكُمْ (٣٧) ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَراءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ (٣٨)}
{وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ} أي: بالرياء والسمعة. وقيل: بالشك والنفاق. {ثُمَّ ماتُوا وَهُمْ كُفّارٌ} قيل: هم أصحاب القليب، والظاهر العموم. {فَلا تَهِنُوا} أي: لا تضعفوا ولا تدعوا إلى السلم {وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ} الأغلبون {وَاللهُ مَعَكُمْ} أي: ناصركم. و {وَتَدْعُوا} مجزوم؛ لأنه في حكم النهي، أو منصوب بإضمار "أن".
تقول: وترت الرجل إذا قتلت له قتيلا من ولد أو أخ أو حميم أو غيره وحقيقته: أفردته من قريبه أو ماله وفي الحديث: "من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله" (٢) أي:
أفرد عنها. {يُؤْتِكُمْ} ثواب إيمانكم وتقواكم {وَلا يَسْئَلْكُمْ أَمْوالَكُمْ} أي: لا يطلبها جميعها إنما يجب فيها مقدار ربع العشر.
{فَيُحْفِكُمْ} أي: يجهدكم، والإحفاء: المبالغة في كل شيء؛ يقال: أحفاه في المسألة:
إذا بالغ في الطلب وكرره. {تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغانَكُمْ} وكرهتم دينا يخرج أموالكم عنكم،
(١) ذكره الزمخشري في الكشاف (٣/ ٥٢٨).
(٢) رواه البخاري رقم (٥٥٢)، ومسلم رقم (١٤١٦) قال النووي في شرح مسلم: "ومعناه: انتزع من أهله وماله، على البناء للمجهول، وهو تفسير مالك بن أنس".