{رَبِّكَ} هود: ١٠٢ النازعات {فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ} القصص: ٤٠.
تقول: حلف زيد بالله لأفعلن، فتحكي لفظه، وليفعلن فتحكي معناه كذلك (سيغلبون) حكى معناه بقوله لهم، أي: قل لهم لفظا يؤدي معنى ما قلته لك.
ومن قرأ {سَتُغْلَبُونَ} (١) حكى لفظه. {يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ} يريد يوم بدر، وكان المسلمون يومئذ ثلاثمائة وثلاثة عشر، والكفار ما بين التسعمائة إلى الألف، يرى المؤمنون الكفار مثلي أنفسهم، قللهم في أعينهم؛ ليهجموا عليهم. وقيل: يرى الكفار المؤمنين مثلي الكفار، ليزداد عظمهم.
قوله: {وَالْقَناطِيرِ} ليس معطوفا علي البنين؛ لأن المراد حب الشهوات من النساء والبنين وحب القناطير. {مَتاعُ} أي: شيء استمتع به، ويراد به: القلة، والمآب: المرجع.
الإشارة بذلكم إلى ما زين للناس حبه من الشهوات المذكورة.
{وَأَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ} من الحيض والنفاس والبول ومساوئ الأخلاق، وقبائح الأفعال {الَّذِينَ يَقُولُونَ} مبتدأ، وليس بصفة للعباد. وجعلوا الإيمان سببا للغفران والخلاص من النيران. وكذلك في آخر السورة، وزاد فيه: الوفاة مع الأبرار، بعد قوله: {رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَكَفِّرْ عَنّا سَيِّئاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ} (١٩٣) آل عمران: ١٩٣.
{شَهِدَ اللهُ} أقام الأدلة الشاهدة على وحدانيته من عجائب أفعاله، وتنوع مخلوقاته، فقام ذلك مقام الشهادة بالوحدانية، فعبر عن الشهادة بالإعلام، أو بإقامة الشهادة.
{قائِماً بِالْقِسْطِ} عائد إلى الله وحده {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ} كما تقول: عندي في هذه المسألة كذا.
{إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلاّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآياتِ اللهِ فَإِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (١٩)}
{فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ}
(١) قرأ حمزة والكسائي وخلف "سيغلبون"، وقرأ باقي العشرة "ستغلبون". تنظر في: البحر المحيط لأبي حيان (٢/ ٣٩٢)، حجة ابن خالويه (ص: ٦)، السبعة لابن مجاهد (ص: ٢٠١)، الكشاف للزمخشري (١/ ١٧٧)، النشر لابن الجزري (٢/ ٢٨٣).