المصلى عند العرب: أن يحفروا حفيرا، فيجمعوا فيه جمرا كثيرا، ثم يعمدوا إلى شاة، فيدسوها في وسطه، فأما ما شوي فوق الجمر، أو على المقلى، أو في التنور فلا يسمى مصليا.
{تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ (٥) لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلاّ مِنْ ضَرِيعٍ (٦) لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ (٧) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ (٨) لِسَعْيِها راضِيَةٌ (٩) فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ (١٠) لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً (١١) فِيها عَيْنٌ جارِيَةٌ (١٢) فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (١٣) وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ (١٤) وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ (١٥)}
{آنِيَةٍ} متناهية في الحر؛ كقوله: {وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ} (١)
الضريع: يبس الشرق، وهو جنس من الشوك ترعاه الإبل ما دام رطبا، فإذا يبس تحامته، وهو سم قاتل. فإن قلت: كيف قيل: {لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلاّ مِنْ ضَرِيعٍ}. وفي الحاقة: {إِلاّ مِنْ غِسْلِينٍ} (٢)؟
قلت: العذاب ألوان، والمعذبون طبقات، فمنهم أكلة الزقوم، ومنهم أكلة الغسلين، ومنهم أكلة الضريع {لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ} (٣)
{لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ} مرفوع المحل أو مجروره على وصف طعام أو ضريع يعني: أن طعامهم من شيء وليس من مطاعم الإنس، وإنما هو شوك، والشوك مما ترعاه الإبل، وتتولع به. قلت: كونه وصفا للطعام لا يصح؛ إذ يصير المعنى: ليس لهم طعام لا يسمن ولا يغني من جوع إلا الضريع، ومفهومه: أن لهم طعاما غيره والغذاء فيه منفعتان: إذهاب الجوع، وإمداد القوى. أو يراد: لا طعام لهم أصلا؛ لأن الضريع ليس بطعام للبهائم، فضلا عن الإنس، كما تقول: ليس لفلان ظل إلا الشمس يريد: نفي الظل. وقيل: قالت كفار قريش: إن الضريع لتسمن عليه إبلنا، فنزلت (٤).
{ناعِمَةٌ} ذات بهجة وحسن؛ كقوله: {تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ} (٥) (٢٣٩ /أ)
(١) سورة الرحمن، الآية (٤٤).
(٢) الآية (٤٦).
(٣) سورة الحجر، الآية (٤٤).
(٤) ذكره الزمخشري في الكشاف (٤/ ٧٤٣).
(٥) سورة المطففين، الآية (٢٤).