على سبيل التمثيل لا الحصر، وهي تشير إلى ما سبق وتقدم تفسيره وذكره في الجزء الأول، وفي بعضها تكرار لتفسيرات وردت في بعض الآيات التي يتكرر ذكرها في القرآن الكريم في عدد من السور وسنشير إليها عند ذكرها ومن تلك الإشارات:
* عند قوله تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنا لِأَحَدِهِما جَنَّتَيْنِ} الكهف: ٣٢.
قال السخاوي - رحمه الله: «(مثلا) و (رجلين) مفعولان ل (اضرب) ومعناها:
صيّر؛ كقولك: ضربت الطين لبنا، وقد سبق أن الزمخشري قال: إن الجنة من النخل (١).
* وعند قوله تعالى: {قالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي} مريم: ٤٧.
قال السخاوي: هي الموعدة التي وعد بها إبراهيم أباه، وقد بسط عذره وشرح قصته في سورة التوبة (٢).
- وعند قوله تعالى: {قالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ (٦٦) أُفٍّ لَكُمْ} الأنبياء: ٦٧.
قال السخاوي: {ما لا يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً} إن سألتموه النفع {وَلا يَضُرُّكُمْ} إن تركتم عبادته (أفّ لكم) مذكور في (سبحان)» (٣).
- وعند قوله تعالى في سورة الحج: {لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ} الحج: ٥ قال السخاوي:
«تفسير الأشد مذكور في سورة يوسف» (٤).
خامسا: يوجد كلام للسخاوي في تفسيره لسور ما قبل سورة الكهف تطابق مع كلامه في تفسير بعض سور ما بعد سورة الكهف ومن ذلك على سبيل التمثيل:
- في سورة النساء عند قوله تعالى: {وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها} النساء: ٨٦ قال السخاوي: «وابتداء السلام سنة، وجوابه فرض كفاية، إذا قام به بعض سقط عن الباقين، وإذا التقى رجلان، أو قال أحدهما للآخر: سلام عليكم، وقال الآخر كذلك في وقت واحد، وجب على كل واحد منهما الرد على صاحبه. وسلام المتاركة لا يقتضي جوابا لقوله: {وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً} الفرقان: ٦٣، {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ} الزّخرف: ٨٩، وكذلك إذا انصرف عن جماعة فقال: سلام عليكم. لم
(١) وذكر ذلك في تفسير سورة الرعد، الآية (٤).
(٢) وذكر ذلك في تفسير سورة التوبة، الآية (١١٤).
(٣) سورة الإسراء، الآية (٢٣) حيث قال السخاوي هناك: «أفّ: كلمة يتضجر بها».
(٤) سورة يوسف، الآية (٢٢) عند قوله تعالى: وَلَمّا بَلَغَ أَشُدَّهُ حيث قال السخاوي هناك: «قويت قواه وهو جمع شد، وشدّ النهار: وسطه؛ لأن ضوء الشمس فيه أقوى».