{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَعُيُونٍ} لأنهم ليسوا في نفس العيون. {بِسَلامٍ} أي: بسلامة، أو يحيون على الواحد والجمع، ومنه {إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً} {هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ} (١).
{قالَ إِنَّ هؤُلاءِ ضَيْفِي} (٢) {قالَ سَلامٌ} (٣) قال أصحاب علم البيان: سلام إبراهيم كان أبلغ من سلام الملائكة؛ لأن سلام الملائكة جاء بنصب سلام على المصدر (٩٦ /ب) التقدير: سلمنا سلاما. والفعل يدل على التجدد والحدوث، وسلام إبراهيم دالّ على الثبوت.
تقول للزرع في مبدأه: هذا الزرع يطول وطال، فإذا تكامل طوله قلت: زرع طويل، ولا تقول: يطول. {إِنّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ} خافهم لمّا قدّم إليهم الطعام فرأى أيديهم لا تصل إليه. وقربه منهم إرادة عذر {عَلى أَنْ مَسَّنِيَ} حال؛ كقوله: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ} (٤) {فَبِمَ تُبَشِّرُونَ} بأي شيء تقع هذه البشارة بما يستحيل عادة!
{قالَ فَما خَطْبُكُمْ} فما أمركم المهم الذي هو خطب. قوله: {إِلاّ آلَ لُوطٍ} مستثنى من قوله: {مُجْرِمِينَ} {إِلاَّ امْرَأَتَهُ} استثناء ثان من المستثنى منه الأول، وهم آل لوط، ولما كانت الأمور العظيمة تجري على أيدي الملائكة نسب إليهم في قوله: {قَدَّرْنا إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ} والمقدّر هو الله. {قَوْمٌ مُنْكَرُونَ} لا نعرفكم في هذا الإقليم.
{يَمْتَرُونَ} يشكون. {وَأَتَيْناكَ} بالبشارة الحق. {بِقِطْعٍ} بجانب من الليل.
{وَاتَّبِعْ أَدْبارَهُمْ} وكن على ساقتهم {وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ} لئلا يرى ما يهوله من عذاب الله، ولأن الله أمره بالتقدم، والالتفات مخالف لما أمر به. وقوله: {أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ} تفسير لقوله: {ذلِكَ الْأَمْرَ} {وَجاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ} بحصول أضياف حسان الصور.
قيل: أراد بناتي لصلبي تتزوجوهن، وكان يجوز تزويج المسلمة للكافر، كما زوج النبي
(١) سورة الذاريات، الآية (٢٤).
(٢) سورة الحجر، الآية (٦٨).
(٣) سورة هود، الآية (٦٩).
(٤) سورة الرعد، الآية (٦).