بما لا يقع في الخارج، كما يفرض في مسائل الخلطة ومسائل الفداء، وهذه مسائل ليست واقعة في الخارج، كقولك: ثلاثون جدّة وأربعون أخا لأم وأشباهها.
{أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ} أي: لأن، يريد أنكم إذا عاهدتم قوما ثم رأيتم مخالفة غيرهم، وترك الأولين لكثرة الآخرين وقوتهم. {أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ} أكثر به (١) أسباب مخالفة الآخرين.
شبه الثابت بما حلف عليه بمن استقرت قدمه فلم تزل عما اعتمدت عليه، وهذا اللفظ بعموم يشمل من زلت قدمه في الأيمان وفي غيرها من الأعمال. {بِما صَدَدْتُمْ} بصدكم ويجوز أن يكون (بصدكم) غيركم، أو بصدكم أنفسكم. وقال الفقهاء في تمييز الثمن عن المثمن ثلاثة أوجه: أحدها: دخول الباء فإذا قال: اشتريت الجارية بالعبد، فالعبد ثمن، ولو قال: اشتريت العبد بالجارية، فالجارية ثمن، ولو قال: اشتريت الذهب بالجارية فالجارية ثمن والذهب مثمن، والثاني: إن كان في العقد نقد فهو الثمن سواء أدخلت عليه أو على قسيمه. والثالث: إن كان فيه نقد فهو الثمن، وإن لم يكن فيه نقد فلا ثمن فيه. واعلم أن كثيرا من آيات القرآن تدل على خلاف القول الأول، ومنها: هذه الآية (٢). وقوله:
{وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ} (٣) {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً} (٤).
روي أن أم سلمة قالت: يا رسول الله لو كان في النساء خير لذكرن في القرآن كما ذكر الرجال، فنزل بعد ذلك {أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى} (٥) {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصّالِحاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى} (٦).
{مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً} قيل في الجنة.
= ذراع وسنارة مثل الإصبع وفلكة عظيمة على قدرهما تغزل الغزل من الصوف والوبر والشعر وتأمر جواريها بذلك وكن يغزلن إلى نصف النهار ثم تأمرهن بنقض جميع ذلك فهذا كان دأبها».
(١) بعدها بياض بالأصل وفي النكت والعيون للماوردي (٢/ ٤١٠) أي: أكثر عددا وأزيد مالا فتطلب بالكثرة أن تغدر بالأقل بأن تستبدل بعهد الأقل عهد الأكثر.
(٢) تقدم الحديث عن باء الثمنية في سورة التوبة، الآية (٩).
(٣) سورة آل عمران، الآية (١٨٧).
(٤) سورة آل عمران، الآية (٧٧).
(٥) سورة آل عمران، الآية (١٩٥).
(٦) سورة النساء، الآية (١٢٤) والحديث تقدم تخريجه في سورة آل عمران، الآية (١٩٥).