{الْعُمُرِ} قيل: هو الهرم. وقيل: إلى مثل حاله حين خروجه من بطن أمه في الضعف. وقيل:
ذهاب العقل {لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً} قيل: لا يستذكر وينسى ما كان عالما به.
وقيل: لا يعقل بعد عقله الأول شيئا. {هامِدَةً} يابسة لم تنبت. وقيل: الدراسة، والهامد: الدارس. {اِهْتَزَّتْ} استبشرت. وقيل: اهتز نباتها. {وَرَبَتْ} قيل: معناه: أضعف نباتها. وقيل: انتفخت لظهور نباتها فعلى هذا الوجه يكون في الكلام تقديم وتأخير، وتقديره: فإذا أنزلنا عليها الماء ربت واهتزت، وعلى الأول لا تقديم فيه ولا تأخير. والزوج:
الصنف، أي: أنبتت أصنافا مختلفة. {بَهِيجٍ} يعني: حسن الصورة.
{ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتى وَأَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٦) وَأَنَّ السّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ (٧) وَمِنَ النّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ (٨) ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ (٩) ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلاّمٍ لِلْعَبِيدِ (١٠) وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ (١١) يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَضُرُّهُ وَما لا يَنْفَعُهُ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ (١٢) يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ (١٣) إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ (١٤)}
قوله - تعالى: {ثانِيَ عِطْفِهِ} أي: لاو عنقه إعراضا عن الله - تعالى - ورسوله صلّى الله عليه وسلم.
وقيل: عادل جانبه كبرا عن الإجابة، والجانب يسمى عطفا، يقال: فلان ينظر في أعطافه، أي:
في جوانبه. {لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ} أي: بتكذيبه للرسول وإعراضه عن القبول. وقيل: كانت له قينة وكان إذا رأى شخصا قد مال إلى الإسلام أحضره طعامه وشرابه وغنته مغنيته، ويقول له: هذا خير لك مما يدعوك إليه محمد صلّى الله عليه وسلم (١). {مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ} أي: على شك.
وقيل: على طمع. وقيل: على ضعف في العبادة كالقائم على حرف {فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ} فيه قولان:
أحدهما: أن قوما من المنافقين آمنوا بألسنتهم ثم ارتدّوا بعد إسلامهم. والثاني: ناس
(١) ذكره السيوطي في الدر المنثور (٦/ ٥٠٤) ونسبه لجويبر عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «أنزلت في النضر بن الحارث ... » فذكره.