الطاعات وعن المعاصي وعند الشدائد. والخاشع: المتواضع لله بقلبه وجوارحه. وقيل:
الذي إذا صلى لم يعرف من عن يمينه وشماله. والمتصدق: الذي يزكي ماله ولا يخل بالنوافل. وقيل: من تصدق (١٩٣ /ب) في أسبوع بدرهم فهو من المتصدقين، ومن صام البيض من كل شهر فهو من الصائمين.
{وَالذّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً} من لا يكاد يخلو من ذكر الله بقلبه أو بلسانه أو بهما، وقراءة القرآن والاشتغال بالعلم من الذكر. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من استيقظ من نومه وأيقظ امرأته فصليا جميعا كتبا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات " (١).والمعنى:
والحافظاته والذاكرته، فحذف لأن السياق يدل عليه. فإن قلت: فأي فرق بين العطفين؟ أعني: عطف الإناث على الذكور، وعطف الزوجين على الزوجين؟
قلت: الأول نحو قوله: {ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً} (٢). في أنهما جنسان مختلفان، فإذا اشتركا في حكم لم يكن بد من توسط العاطف بينهما، وأما العاطف الثاني فهو من عطف الصفة على الصفة بحرف الجمع؛ فكان معناه: إن الجامعين والجامعات لهذه الطاعات {أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً}
{وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً (٣٦) وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ فَلَمّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ إِذا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولاً (٣٧)}
ولما خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش وهي بنت عمته أميمة بنت عبد المطلب على مولاه زيد بن حارثة فأبت وأبى أخوها؛ فلما نزلت رضيا؛ فأنكحها رسول الله صلى الله عليه وسلم وساق إليها مهرها ستين درهما وخمارا وملحفة ودرعا وإزارا وخمسين مدّا من طعام وثلاثين
(١) رواه أبو داود رقم (١٤٥١، ١٣٠٩)، وابن ماجه رقم (١٣٣٥)، وابن حبان رقم (٢٥٦٨)، والحاكم في المستدرك (١/ ٣١٦)، وصححه ابن حبان والحاكم. وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم (٣٣٣).
(٢) سورة التحريم، الآية (٥).