عاصفة، أو رخاء لينة (١). {كَحُبِّ اللهِ} كحبهم لله؛ لقوله: {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلّهِ}.
{وَمَثَلُ} داعي {الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ} وقيل: ومثل الذين كفروا، كمثل مدعو الذي يعنق. وقيل: الوجهان ضعيفان؛ لأن البهائم التي تنعق بها تسمع الصوت، وتسمع منه طلب الانتهاء عما نهيت عنه، وأما الأصنام فلا يقرع سمعها صوت ولا غيره، فلا يقع التشبيه مطابقا، بل التقدير: مثل الذين كفروا في دعائهم الأصنام عند ضروراتهم، كمثل الذي ينعق بسائر الجمادات. قوله: {إِنْ كُنْتُمْ إِيّاهُ تَعْبُدُونَ} بعد قوله:
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}.
والمؤمنون لا يعبدون إلا الله؛ قيل: هو بعث لهممهم، وتهييج لعزائمهم، وهو كما تقول لابنك: إن كنت ابني فأطعني، وأنت غير شاك في بنوته، لكن مرادك: أن قضية البنوة تقتضي طاعة الأب، ويمكن أن يقال: إن تقديم خبر كان يدل على الحصر، والتقدير: إن كنتم ممن يخصه بالعبادة، لا ممن يعتقد الشركة.
ويروى عن داود الظاهري أنه أباح شحم الخنزير ومخه، وكل ما لا يؤكل منه، فإنما يخص ذلك بالتحريم (٢). والإهلال: رفع الصوت، وكانوا إذا ذبحوا (١٣ /أ) لأصنامهم رفعوا أصواتهم بذكر اللات والعزى. ويقال: المستهل: المولود صارخا، وسمي الهلال هلالا؛ لأنهم كانوا إذا رأوه رفعوا أصواتهم بالتكبير (٣).
{فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ} على إمامه {وَلا عادٍ} متجاوزا حدّ الشبع.
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ الْكِتابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (١٧٤) أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى وَالْعَذابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى}
(١) الرخاء من الرياح: اللينة السريعة التي لا تزعزع شيئا. ينظر: لسان العرب (رخا).
(٢) ينظر: المحلى لابن حزم (٧/ ٣٩١).
(٣) رواه الطبري في تفسيره (٢/ ٨٥).