{وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ}. قوله تعالى: {وَوُضِعَ الْكِتابُ} أي: صحف الأعمال. وقيل: اللوح المحفوظ. و {وَالشُّهَداءِ} الذين يشهدون للأمم وعليهم.
وقيل: الشهداء في قتال الكفار. الزمر: الأفواج المتفرقة بعضها في إثر بعض، وكثر استعمال العرب لفظ الأيام في الحروب والأمور العظيمة، ومنه: {هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} (١) وقال: {لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا} (٢) قوله تعالى: {وَلكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَى الْكافِرِينَ} (٢٣٤ /أ) كقوله: {غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا} (٣).
{وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِما يَفْعَلُونَ (٧٠) وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتّى إِذا جاؤُها فُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آياتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا قالُوا بَلى وَلكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَى الْكافِرِينَ (٧١) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (٧٢) وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ (٧٣) وَقالُوا الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ (٧٤) وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٧٥)}
قوله تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً} أنهم يذهبون إليها راكبين مكرمين، وسوقهم للاستعجال بهم إلى دار الكرامة، وسوق الكفار بالهوان. ودخلت الواو في قوله: {وَفُتِحَتْ} في سوق أهل الجنة؛ لأن أهل الجنة تفتح لهم أبوابها قبل قدومهم، وعادة المنزل للأضياف أن يهيئ منزلهم على أحسن الوجوه قبل قدومهم، وليست واو الثمانية (٤) كما زعموا؛ بدليل قوله تعالى: {جَنّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ}. قوله تعالى:
{طِبْتُمْ} أي: من دنس المعاصي والخطايا. وقوله: {خالِدِينَ} حال مقدرة. وقوله:
{وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ} ملكنا إياها. وقوله: {حَافِّينَ} محدقين من حول العرش.
(١) سورة الأنبياء، الآية (١٠٣).
(٢) سورة الأنعام، الآية (١٣٠).
(٣) سورة المؤمنون، الآية (١٠٦).
(٤) تقدم الكلام على واو الثمانية في سورة الكهف، الآية (٢٢).