{قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَإِخْراجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلا يَزالُونَ يُقاتِلُونَكُمْ حَتّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كافِرٌ فَأُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأُولئِكَ أَصْحابُ النّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٢١٧) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أُولئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللهِ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢١٨)}
السلم: الصلح. وقيل: استأذن ابن سلام أن يقرأ في التوراة في الصلاة فنزلت نهيا له ولأمثاله (١). {يَأْتِيَهُمُ اللهُ} أي: أمره (٢).
{كانَ النّاسُ أُمَّةً واحِدَةً} على الضلال {فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيِّينَ} وقيل: كانوا على الحق فاختلفوا، فبعث الله؛ كقوله: {وَما كانَ النّاسُ إِلاّ أُمَّةً واحِدَةً فَاخْتَلَفُوا} يونس: ١٩ {وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتابَ} أي: الكتب. وقوله: {لِيَحْكُمَ} أي: الله أو الكتاب.
سألوه عما ينفقونه فبين لهم المصرف؛ لأنهم إلى بيانه أحوج.
بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلم سرية مع عبد الله بن جحش فلقوا المشركين فقتلوا رجلا من المشركين، وكانوا يظنون أن الشهر الحرام قد فرغ ودخل شهر الحل فشنع اليهود على المسلمين وقالوا: استحل محمد الشهر الحرام، وسألوا عن ذلك تعنتا، فقال تعالى:
{يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ} (٣) أي: إثم كبير. وقوله:
{وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ} مبتدأ لا معطوف، وكأنه يقول: الذي فعلتموه من صدّ النبي وأصحابه عن المسجد الحرام أكبر مما فعله المسلمون.
قوله: {فَيَمُتْ وَهُوَ كافِرٌ} شرط في إحباط العمل بالردة: الموت على الكفر، ولم يشترطه أبو حنيفة (٤) لقوله - تعالى: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ} المائدة: ٥.
(١) رواه الطبري في تفسيره (٢/ ٣٢٤)، والواحدي في أسباب النزول (ص: ٦٩)، رقم (١٢٩) عن ابن عباس - رضي الله عنهما.
(٢) الصواب في ذلك: إثبات ما أثبته الله - تعالى - لنفسه في كتابه وما وصفه به نبيه صلّى الله عليه وسلم من غير تمثيل ولا تشبيه، وفي إطار قوله - تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ وهذه عقيدة السلف الصالح رضي الله عنهم.
(٣) رواه الطبري في تفسيره (٢/ ٣٤٨).
(٤) ينظر: بدائع الصنائع للكاساني (١/ ٢٦٥)، المبسوط للسرخسي (٢/ ٩٦).