وقوله: "وَالْقِرَاءَةَ بِ الْحَمْدِ لله رب الْعَالِمَينَ" قولنا: (الْحَمْدِ لله رب الْعَالِمَينَ) أربع كلمات قد تكلمنا في الثلاث الأول منها في المجالس السابقة.
وأما العالم:
فعن قُطْرب أن فيه لغتين: عألم بالهمزة وعالم بلا همزة كطائع وخاتم، والعالمين جمع عالم.
ثم عن أحمد بن يحيى ثعلب: إن العالم صنف من الناس، يقال: العرب عالم، والعجم عالم، ثم مضر من العرب عالم، وربيعة عالم.
ويقرب منه قول النضر بن شميل: إنَّ هذه كلمة تكلمت بها العرب للجمع الكثير.
عن أبي معاذ النحوي أنَّ العالمين بنو آدم.
وعن أبيِّ بن كعبٍ ﵁ أنَّ العالمين الملائكة.
وعن الأخفش وغيره أنَّ العالمين الجن والإنس.
وعن أبي عبيدة أنَّ العالمين الذين يعقلون وهم أربع أمم: الملائكة والإنس والجن والشياطين.
وذكر على هذا أنَّ اللفظ مأخوذ من العلم.
ويقال: كلّ ذي روح، ويروى نحوه عن ابن عباس ﵄.
ويقال: العالمون المخلوقون، وذكر على هذا أنَّ اللَّفظَ مأخوذٌ من العَلَمِ والعلامة؛ لأنَّ كلَّ مخلوقٍ عَلَمٌ ودليلٌ على الصَّانعِ المدبر، ويحكي هذا عن الحسن وقتادة ومجاهد، ويوافقه قول المتكلمين أن العالمين عبارة عن كل مُحْدَثٍ.
ثُمَّ استدلَّ مُستدلُّون بقوله: "وَالْقِرَاءَةَ بِ الْحَمْدِ لله رب الْعَالِمَينَ" على ترك