البيهقي (١).
والباء في قوله: "بِالْأَحَدِ" صلة العياذ.
وقوله: "فَبَرِأْتُ فَشَفَانِيَ اللَّهُ" يشبه أن يريد بالبرء مبادئ الصحة والقوة، وبالشفاء نهايتها، ويمكن أن يقال: البُرْءُ نعمة محبوبة، وليس في قوله: "بَرَأْتُ" ذكر المنعم، فلما قال: "فَبَرأْتُ"، قَالَ: "فَشَفَانِيَ اللَّهُ" ليضيف النعمة إلى المنعم وذلك نوع من الشكر.
وكتب بعضهم "فَقَرَأْتُ" بدل "فَبَرِأْتُ" وهذا إن كان عَنْ تَثَبُّتٍ فقوله: "فَعَوَّذَنِي" أي ألقى عليَّ الكلمات لأَتَعَوَّذَ بِهَا، كما رُوِيَ أنَّ عثمان بن أبي العاص الثَّقَفِيَّ شَكَا إلى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَجَعًا يَجِدُهُ، قَالَ: "ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِي يَأْلَمُ مِنْ جَسَدِكَ وَقُلْ بِاسْمِ اللَّهِ ثَلَاثًا وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَعُوذُ بِاللَّهِ وَقُدْرَتِهِ" وَيُرْوَي: "بِعِزَّةِ اللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ" (٢).
وقوله: "تَعَوَّذْ بِهِنَّ فَمَا تَعَوَّذْتُمْ بِمِثْلِهِنَّ" يدل على فضيلة هذه العُوذَةِ.
وَوَرَدَتْ كَلِمَاتٌ أُخَر يُعَاذُ بِهَا الْمَرِيضُ:
فَعَن رِوَايَةِ عَائِشَةَ (٣) وأَنَسٍ (٤) ﵄: "اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ (أَذْهِبِ) (٥) البَاسَ اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي لَا شَافَي إِلَّا أَنْتَ، اشْفِ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سُقْمًا".
وَعَنْ رِوَايَةِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "أَسْأَلُ اللهَ الْعَظِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ
(١) الذي في "الدعوات الكبير": أعوذك. والله أعلم.
(٢) رواه "مسلم" (٢٢٠٢).
(٣) رواه "البخاري" (٥٦٧٥)، "مسلم" (٢١٩١).
(٤) رواه "البخاري" (٥٧٤٢).
(٥) في س: مُذهب.